مصر بلدنا وطننا خلقنا من ترابها ، وعشنا فى ربوعها ، ومع إشراقة شمسها تفضى إلينا بسحرها وهمسها فتجدد الأنفاس ، وتملاء القلوب بطاهر الإحساس . هذه هى مصر فمن يحبها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حب مصر إذا ملأ الكيان ، والقلب والوجدان ، طابت حركته فى الزمان والمكان وقدم لمصر أبدع ما فى الإمكان . ولا ريب أن من يحبها فى أعلى مكانة يريدها ويعطيها عمره ويزيدها . فإذا كان هناك من يستهين بفقراء مصر وضعفائها ، ولا يفكر فى بناء مصر جديدة ، بحياة متقدمة رشيدة ، ومعيشة هنية رغيدة . فإن هذا يكره مصر ولا يحبها ولا يجزئه فى ذلك الإدعاءات والكلمات فإن الحب عمل بإخلاص وتجدد ، وحماية الناس من الفوضى والتشرد . أن الأوضاع المقلوبة تفضى إلى أحوال منكوبة ، والصدق لا يعلن عنه بل يشعر الناس به , ولا يلجأ إلى اليمين إلا ضعيف اليقين ، ومن يضيع الفقراء والمساكين قال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ )205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد (206ُ (صدق الله العظيم –سورة البقرة فإهلاك الحرث ضياع الإقتصاد وإهلاك النسل بالأمراض والأوبئة وبذاءة التنشئة . والله سبحانه وتعالى بين أن كلمة " أتق الله " ثقيلة جداً على النفوس التى لا تحب مصر مع أن الله سبحانه قال لنبيه " صلى الله عليه وسلم " " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " صدق الله العظيم – أيه 1 سورة الأحزاب ومع أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : " لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم " والمصيبة السوداء أنه إذا تكلم أبناء مصر الحكماء ، ولا يبتغون إلا رضا رب الأرض والسماء ، ويريدون بمنهج العلماء ، أن تنعم مصر أمهم بالرخاء والإرتقاء ولا يكون فيها هم أو شقاء ، إنما الصفاء والهناء . حينها تلاحقهم ألسنة الجهلاء بنفاق كله غباء ، فيعتبرون الإخلاص خيانة ونفاقهم تجرداً وأمانة . وبالله عليكم أى الفريقين يحب مصر ؟؟!!! إن أمكم الأن تمر بمحنة عصيبة فمن أحدث المصيبة ؟؟!!! هى ليست من عند الله ولكنها من عند أنفسنا . وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ صدق الله العظيم – سورة الأعراف إن محاولات الإعلام فى تضليل الأنام انكشفت لجميع الأفهام والمضللون أقزام ليس لهم فى النفوس إحترام . إن أمكم لا تحب من يغنى على الربابة ، ليظهر أنه مغرم صبابه ، بل تريد أمكم أن تعملوا بذكاء ونجابة ، وحين تناديكم تجد حسن الإجابة . أقول لشباب مصر إن بلدكم تدعوكم أن تعملوا وتحلموا وتأملوا والظلم والفساد لا يدوم فى البلاد وفى طحن العباد . فان دولة الظلم ساعة ، ودولة العدل إلى قيام الساعة . إن مصر تعلم بيقين من يحبها ومن بها يستهين ، والله لتخاصمنكم أمام رب العالمين ماذا قدمتم لها وماذا صنعتم على أرضها . أقول لمصر الغالية إن شاء الله رب العالمين ستبتسمين وتشرقين رغم أنف الظالمين . " عاشت مصر بقلوب المخلصين ، لا بغباء المنافقين "