د . هشام السيد
الابراج المشيدة.. The Looming Tower
الابراج التي تلوح من بعد او (الابراج المشيدة). القاعدة و الطريق ال 11 سبتمبر، كتاب وثائقي شرح فيه مؤلفه لورانس رايت تاريخ نشاة كل من اسامة بن لادن و ايمن الظواهري منذ طفولتهم و تاريخ عائلاتهم و حلل فيه بالتفصيل الدقيق كل مراحل حياتهم و المؤثرات التي شكلت منهم قادة لاخطر تنظيم هدد الولايات المتحدة و ضربها في العمق ضربة مهينة قاصمة لم تشهد مثلها منذ هجوم بيرل هاربر الياباني علي الاسطول الامريكي في هاواي في 1942. استعار المؤلف ، و هو من اكبر القياديين المحنكين في وكالة المخابرات المركزية الامريكية و خبير بشؤن الشرق الاوسط ، استعان بتعبير الابراج المشيدة من السورة القرانية (ياتيكم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة ). في اكثر من موقع في كتابه المفصل في 520 صفحة ، يكرر المؤلف ان الافكار الجهادية والانتقامية نشات الي حد كبير في سلخانات تعذيب امن الدولة المصرية التي ولدت في الاسلاميين المعتقلين الرغبة في الانتقام و التدمير بعد التعذيب الاسطوري الذي كانوا يتعرضون له . اما بالنسبة لاسامة بن لادن فكان حافزه الاكبر هو تدنيس القوات الامريكية و حلفائها للاراضي المقدسة في السعودية اثناء وجودهم هناك في حرب الخليج لتحرير الكويت و غزو العراق والاطاحة بنظام صدام . تدمير ابراج التجارة العالمية في نيويورك و الذي تاتي ذكراه الخامسة عشر بعد ايام ، غير مجري التاريخ الحديث و هزاته لاتزال نراها حتي الان في احداث العنف في اوربا و اسيا و امريكا. ويوم 11 سبتمبر حفره اسامة بن لادن في عقول الاجيال الامريكية ، ( لن ننسي ابدا ) هو التعبير الملتصق بذكري ذلك اليوم و الجملة التي يراها كل امريكي اينما ينظر ، لن ننسي ابدا . وهو الحدث الذي ربي فيهم كراهية المسلمين ، حتي ان اول بند علي قائمة المرشح الئاسي الجديد دونالد ترامب هو منع المسلمين من دخول امريكا ووقف هجرتهم الي هناك. مايعنينا من هذه الذكرة والتي تاتي هذا العام في توقيت عيد الاضحي و الحج، هو ان العنف يولد العنف ، و القهر يعلم الانتقام ،و الانتقام يؤدي الي ضياع الامان و الاستقرار و هذا بالتالي يؤدي الي خنق الاقتصاد و النمو. دوائر شيطانية مغلقة لابد من كسرها و الخروج منها ليكون هناك بصيص من الانفراج و الامل لمصر. ولااعلم لماذا لايتعلم هؤلاء الذين يمارسون التعذيب في السجون والمعتقلات دروسا من احداث التاريخ .و لماذا هذا الاصرار علي ممارسات القهر و التعذيب والتي تخلي عنها الغرب منذ اكثر من قرنين من الزمان.