بما أننا بدأنا الاتجاه شرقاً صوب آسيا.. الهند والصين.. وحيث ان الرئيس المصري هناك ترافقه قلوب وعقول كل المصريين المحبين لهذا الوطن الغالي العزيز- مصر- فكرت ان أشد القاريء إلي "الحوش" الخلفي بل الأمامي في الحقيقة الذي أعرفه وأزوره كثيراً لكن أتابع ما زرعه السينمائيون هناك وما يُشاهده العالم كله من ثماره..
فمن الواضح وبحكم التخصص فأنا أعني- السينما- بجلالة قدرها وقدرتها التي تعكس الجانب الثقافي والحضاري مثلما تعكس ذائقة ومزاج وروح الشعوب التي تصنعها.
"الفن السابع" إنتشي وأغتني وابتهج وكسب المليارات أدبياً ومعنويا وروحيا من كنوز صناعة السينما الهندية والصينية.
فالسينما والدراما الهندية تكسب هنا في مصر مساحات من عشاقها من الشرائح الشعبية.. السينما الهندية بنجومها باتشان. وشاروخان وعامر خان وروشان وكومار. والنجمات ايشواريا ومادهوري وكاجول تعتبر ثاني أكبر صناعة بعد هوليود.. نجومها تخلدهم تماثيل في متحف الشمع بلندن.. وهم من أثري اثرياء الهند ولهم شعبية طاغية الأمر الذي يفرض عليهم أن يراعوا التقاليد الهندية والأخلاق الشعبية الهندية حتي يحافظوا علي غرام الناس بهم وهم بالمناسبة يجودون بسخاء ولهم أياد بيضاء علي وطنهم يساعدون الفقراء والمعوزين.
الفيلم الهندي وليمة من البهجة والاثارة وفيض من المشاعر والحكايات الرائعة والشيقة انه أيضاً تعبير عن ثقافة وفكر انساني راق وواع ومدرك لكثير من قضايا العالم.
تذكروا فيلم "اسمي خان" الذي حمل رسالة مباشرة الي الرئيس الأمريكي والي الغرب عموماً عن براءة المسلمين من دم ضحايا سبتمبر .2011
أما السينما الصينية التي وان كانت أقل شعبوية من الهندية في بلادنا الا انها بنفس القدر من الأهمية حيث تنفرد بشخصية أصيلة تتسق مع ثقافة شعبها وقلما تعكس قدره تعبيرية مدهشة في تناولها للتاريخ الصيني والموروثات الشعبية والعادات والتقاليد الصينية بالغة الثراء.
ومنذ أعوام قليلة زارنا المخرج الصيني الفذ زانج ليجمو ضيفاً علي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي انه في تقديري الشخصي أحد أعظم السينمائيين في تاريخ السينما العالمية لأفلامه سحر بصري مذهل ومفرط في الجمال من حيث اللغة المرئية البديعة بتكويناتها وايحاءاتها.
ومنذ أسابيع قليلة شاهدنا من خلال المهرجان الذي نظمته وزارة السياحة وتولت تنفيذه وادارته خبيرة المهرجان الدولية- سهير عبدالقادر- شاهدنا نماذج من الفنون الصينية الي جانب الفنون الافريقية فالسينما الصينية حاضرة وبجلال واحترام علي خريطة السينما العالمية اكتسبت شهرة وانتشارا كبيرين مع ظهور الجيل الخامس من السينمائيين ومنهم المخرج المصور زانج بيمو والمخرج كايجي.
ويذكر تقرير نشره موقع البديل في مارس الماضي ان السينما الصينية تفوقت بإيراداتها علي السينما الأمريكية اذ حققت ايرادات وصلت الي 87.6 مليار يوان "ما يعادل 05.1 مليار دولار أمريكي متفوقة بنحو 250 مليون دولار عن الرقم الذي أعلنته وكالة أمريكا الشمالية.. وذلك من خلال أفلام مثل "عروس البحر" الذي وصلت إيراداته الي ما يعادل 382 مليون دولار أمريكي والفيلم فانتازيا كوميدية للمخرج ستيفن شو من هونج كونج ويقول التقرير: من الواضح ان الصين أصبحت تشكل تحديا لسوق أمريكا الشمالية الذي لايزال أكبر سوق سينمائي في العالم.
إنني أعلم علم اليقين ان الموزعين المصريين لن يلتفتوا الي الأفلام الصينية كما يفعل تجار البضائع الصينية المنتشرون كالذباب لا يأتون الا بأرخص البضائع من هناك حتي يحققوا أكبر قدر من الأرباح.. ولكن من قال ان "النوافذ" مقصورة علي دور العرض؟؟
نحن لدينا قنوات تلفزيونية عديدة تابعة للدولة يكفي شبكة تلفزيون النيل Nile Tv لعرض روائح الانتاج السينمائي من الهند والصين وأفريقيا التي لا نعلم عنها شيئاً ولا عن إنتاجها السينمائي الا من خلال المهرجانات السينمائية.. افتحوا نوافذنا علي آسيا وافريقيا.. دعونا نشم عبقا من أوطان أخري تتشابه معنا في كثير من الأمور.. وحتي ندرك ان رضعات "هندي" و"صيني" و"أفريقي" لها دلالات مُحترمة وجميلة غير تلك التي نروجها أحياناً عن جهل!!