في دبي قام الحاكم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإقالة 9 من قيادات البلدية عندما قام بزيارة مفاجئة صباحا وفي وقت العمل ولم يجد الموظفين في مكاتبهم وبالطبع النتيجة الوحيدة الا تستمر هذه القيادات في مواقعها ولا في أي موقع آخر والأفضل أن تجلس في منازلها.
القرار ليس بغريب علي شخصية الشيخ محمد بن راشد الساعي دوما إلي اللحاق بالتقدم والتطور والنجاح لأنه لا يعرف في قاموسه المستحيل أو الفشل وبقدر ما شعرت بالسعادة لأن هذا يحدث في دولة عربية بقدر احساسي بالألم لأننا في مصر إذا تقاعس مسئول نتركه مستمرا في مكانه وإذا اخطأ وحسب نوع الخطأ أو مكانة المسئول فربما يتم نقله إلي مكان آخر.
نحن في مصر نترك السادة المسئولين يفسدون ويتمادون في فسادهم حتي تزكم رائحتهم الأنوف!!
لدينا إدارات فاسدة وموظفون فاسدون واينما تتحرك البوصلة في كل اتجاه يصطدم مؤشرها بالفساد ولكل هذه الأسباب أصبح لدينا جهاز إداري ضخم موصوم بالترهل والضعف والفساد.. جهاز فاقد القدرة علي التغيير والاصلاح علي الرغم من كونه القاطرة التي تحرك كافة أجهزة الدولة ولكن لوجود قيادات لا تضع حدودا أو ضوابط للمساءلة ولا تعترف بالشفافية والمصارحة وتمتلك ثقافة المراوغة والكذب ومنهاج التراخي وعدم احترام قيمة العمل وصلنا إلي ما نحن فيه من تراجع وضعف.
القضية لدينا متشابكة إلي حد التعقيد والتحديات التي تواجهنا لا تجدي معها تصريحات الحكومة بوضع الاستراتيجيات واعلان خطط الحرب علي الفساد فالمعركة أكبر من دولة كل ما فيها مستباح.
نريد حكومة تؤمن بوجود إدارة نزيهة كفء وقيادات علي درجة من السمعة الطيبة والانجازات الحقيقية.
نحتاج لعدم التسامح والتساهل والتهاون في تطبيق القانون بعيدا عن المزاجية والانتقائية.
نحتاج لعمليات تفتيش مفاجئة ومستمرة لمتابعة سير العمل وتقييمات دورية للموظفين والمسئولين بهدف كشف الأخطاء وتصحيح الانحرافات.
ولنتذكر قول سيدنا عمر بن الخطاب "ان أهون شيء عندي أن أضع واليا مكان وال إذا اشتكي منه الناس".
الحج الباطل!!
الاعلامي محمد الغيطي في برنامجه صح النوم فتح النار علي المسئولين الذين يؤدون فريضة الحج علي نفقة الدولة وامتد الهجوم ليشمل 30 عضوا بالبرلمان وكذلك المحافظون ومجموعة من قيادات ماسبيرو لنفس السبب نيران الغضب امتدت للزملاء الصحفيين الذين سافروا علي نفقة الوزارات المختلفة وكان الهجوم حادا علي مندوبي وزارة الداخلية ولا أعرف لماذا الداخلية بالتحديد؟! مطالبا نقيب الصحفيين بالتدخل لاستجواب الزملاء.
وحتي لا تكون كلماته مجرد طلقات في الهواء بدون أي سند استعان بالاتصال بمفتي استراليا الذي قالها بأعلي صوت الحج علي نفقة الدولة قولا واحدا باطل وكل ما يحدث في هذا السياق نصب علي الحج وسيعود بالضرر علي السادة "المسئولين الحجاج" لأنهم اكلوا مال الشعب وحتي لا تشتعل الفتن والصراعات نحتاج لرد من مفتي الديار المصرية فهل الحج علي نفقة الدولة جائز أم انه تصرف غير مشروع بعيدا عن حال وأزمات وظروف البلد؟
أما فيما يتعلق باستجواب النقيب للزملاء فالنقيب جاء في وقت حرج وصلت فيه المهنة إلي وضع مخز وهذا المشهد ليس جديدا فقد اعتدناه منذ سنوات في عهود النقباء السابقين والقضية ليست في سفرهم لأداء فريضة الحج فهؤلاء ربما قبلوا الدعوة للتكفير عن الذنوب ولكن ماذا عن الزملاء الذين يعملون مستشارين للوزراء والمسئولين ورجال الأعمال وآخرون يقبلون الهدايا المختلفة حتي لو مجرد دعوة علي الغذاء!!
علي أية حال في تقديري ان الغالبية العظمي لا تدرك حجم الأزمة التي تعيشها البلاد.