سيظل الملياردير المصري نجيب ساويرس يمثل لغزا محيرا لملايين المصريين.. بعد أن استطاع بذكائه وخبثه واتباعه لكل الوسائل من تحقيق ثروة طائلة خلال سنوات قليلة بعد أن كان كل ما يمتلكه بار وملهي ليلي متواضع بوسط القاهرة!!
وقد نقلت الأنباء بالأمس تكريم نجيب ساويرس في قبرص بعد اختياره أفضل مستثمر أجنبي في هذا البلد الأوروبي حيث قام هناك بإقامة ميناء بحري!!
يحدث هذا في الوقت الذي يقوم فيه ساويرس بتصفية استثماراته في بلده مصر التي أعطته كل شيء حتي أصبح واحدا من أغني 100 شخصية علي مستوي العالم كله!!
استمعت كثيرا إلي ساويرس وهو يتحدث عن مصر وحبه وعشقه لها.. وقال في حوار لقناة العربية: لا استطيع الحياة إلا في مصر بكل مشاكلها ووساختها هكذا قال بالحرف!!
وكان هذا الحوار منذ عدة سنوات وبعد ثورة يناير 2012.
نجيب وهو بالفعل اسم علي مسمي بدأ حياته تاجرا للمزاج من خلال الملهي والبار الذي استثمر بهما أموال والده وحقق نجاحا كبيرا في هذا المجال ومن خلاله دخل عالم البيزنس من أوسع الأبواب حتي استطاع الحصول علي رخصة أول شركة لخدمات المحمول في مصر "موبينيل" وذلك بالأموال التي أقترضها من البنوك وحصل علي أصول للشركة المصرية للاتصالات قام بعد ذلك ببيعها وسدد من خلالها قروض البنوك وبالتالي أصبحت شركة المحمول ملكه بدون أن يدفع جنيها واحدا!!
وحقق من وراء هذه الشركة أموالا طائلة "من الهواء" وبعد أن يجري وراء الوزراء والمسئولين لإنهاء مصالحه.. أصبح هؤلاء المسئولون هم الذين يجرون وراءه وأصبحت مجرد مقابلته ليس بالشيء اليسير!!
وكان منن الألغاز التي لا يعرفها أحد حتي الآن القفزة الهائلة التي حققها سهم "موبينيل" عند طرحه في البورصة.. حتي وصل سعراً خيالياً وتمكن الكثير من المضاربين من تحقيق الملايين من وراء ذلك ثم فجأة انهار سعر السهم ليصل إلي سعره الحقيقي.
ومضي ساويرس يستثمر في كل ماله تأثير مباشر علي حياة المصريين من المحمول للاعلام حتي السياسة دخلها وأنشأ حزبا سياسيا ودفع مبالغ هائلة حتي يحصل هذا الحزب علي أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب.. وكان يحلم بالسيطرة علي البرلمان!!
وفي أزمته مع جماعة الإخوان الإرهابية طالبوه بضرورة دفع الضرائب المستحقة عليه وبلغت أكثر من 7 مليارات جنيه ووافق علي مضض علي السداد بالتقسيط علي عدة سنوات وسدد القسط الأول الذي بلغ حوالي 3 مليارات جنيه ثم قامت ثورة 30 يونيو المجيدة واطيح بحكم الجماعة الإرهابية.. ولا نعرف مصير الــ 4 مليارات الأخري وهل سددها ساويرس أم ضرب عليها "طناش"!!
كل ما نعرفه انه تبرع بعدة مئات من الملايين لصندوق "تحيا مصر" ذرا للرماد في العيون بينما لم يتحدث أحد عن ديونه لمصلحة الضرائب!!
وأصبح ساويرس لا يعيش كثيرا في مصر التي يحبها ويدير أعماله من منتجع في فرنسا بعد أن باع شركة المحمول والقنوات الفضائية بينما يكتفي بكتابة مقالات في بعض الصحف الخاصة ينتقد فيها الأوضاع في مصر ويهدد فيها بسحب المزيد من استثماراته في مصر.
نريد أن نعرف مصير الــ 4 مليارات جنيه التي كانت مستحقة علي عائلة "ساويرس".. هل قام بسدادها بالفعل؟! أم استغلها في الاستثمار بدولة قبرص الشقيقة؟! خاصة انه يعرف ان بلاده تمر بأزمة اقتصادية طاحنة منذ انهيار السياحة واضطرت الحكومة لرفع أسعار الكهرباء والمياه والغاز.!
نريد أن نعرف الحقيقة سواء من الحكومة أو من ساويرس؟!
ونحن في الانتظار!