المساء
عصام سليمان
بين شائعات الغرب والحقيقة في قمة العشرين
سألني صديقي: كيف قرأت تواجد مصر في قمة العشرين ولقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع قادة الصين واليابان والأرجنتين وروسيا.. وغيرهم؟!
قلت: هذا التواجد أبلغ رد علي المحاولات المستميتة والشائعات المغرضة التي يطلقها الغرب في كل مناسبة لشدنا إلي الوراء بدعوي عدم الاستقرار وأن الاقتصاد المصري في حالة لا تسر وأنه يتهاوي ويسقط.. وأننا دولة مفلسة تلقي بالمليارات التي ننفقها علي مشروعات التنمية والبناء وخلق فرص عمل جديدة في الرمال!!
الرئيس الصيني جين بينج أكد أن مصر حققت نتائج إيجابية خلال العامين الماضيين - أي الذين تولي فيهما السيسي المسئولية - خاصة علي صعيد تزايد التماسك الوطني والتأثير الإقليمي والدولي لمصر.. وهو الأمر الذي يفسر الغرض الذي دعت إليه مجلة غربية في معرض هجومها علي مصر واقتصاد مصر إلي أهمية أن يعلن السيسي الآن عدم ترشحه لولاية جديدة عام 2018 وهو تدخل مرفوض في الشأن الداخلي المصري.. لماذا؟!
لأن السيسي "كايدهم" بالمفهوم البلدي بسلسلة النجاحات التي يحققها علي كل المستويات في تنويع مصادر السلاح للجيش المصري درع الأمة والاتجاه إلي العديد من المشروعات التنموية وضخ استثمارات بالمليارات بما يؤكد أن مصر قادمة لتتبوأ مكانتها التي تستحقها علي المستوي السياسي والاقتصادي معاً.
وبدليل أن الرئيس جين بينج استتبع حديثه السابق مؤكداً أن الصين تري أفاقاً واعدة لمصر المستقبل.
الصين التي تملك أكبر احتياطي نقدي في العالم والتي تحقق أكبر نسبة نمو يصل إلي 10% منذ عدة سنوات.. والتي استضافت قمة العشرين وهي مجموعة الدول التي تسيطر علي 90% من إجمالي الناتج القومي العالمي و80% من نسبة التجارة العالمية بما في ذلك التجارة الداخلية للاتحاد الأوروبي والتي تمثل دولها ثلثي سكان العالم.. حرصت علي دعوة مصر إلي هذه القمة لأنها تعرف بالقطع دور وحجم مصر كبوابة رئيسية للعالم العربي وللدول الافريقية.. وتعرف ايضا - كما قال زعيمها - امكانيات مصر الواعدة في مجال الاستثمار والبناء الاقتصادي الذي نقوم به لنحقق الرخاء لشعبنا ودول المنطقة.
لكن زبانية الشيطان يحاولون بكل الطرق ألا نحقق ما نريد مستخدمين في ذلك كل الأسلحة الخبيثة مثل ضرب السياحة ونشر الشائعات والتقليل والتهوين من كل عمل أو إجراء نقوم به.. وربما يصل الأمر إلي حد إلقاء التراب عليه لبث الطاقة السلبية بيننا حتي لا يؤتي الإصلاح المطلوب ثماره مستخدمين في ذلك أعوانهم في الداخل والخارج ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة وطابور العملاء والطامعين من أصحاب مقولة: "يا نحكمكم يا نقتلكم"!!.. فهل نتركهم؟! أو نفسح لهم الطريق لينالوا منا؟!
بالطبع لا.. وألف لا ولكن لا يكفي الرد علي الشائعات وإجهاض محاولات الوقيعة ونشر الفتن وكفي.. بل يتطلب الأمر ايضا العمل الدءوب من كل المصريين كل في عمله.. ويتزامن مع ذلك ضرورة حل مشاكل الاستثمار والروتين والبيروقراطية وتشجيع التصدير.. وأن تدب الحياة في المصانع المتعثرة والمتوقفة عن الإنتاج.. وأن نعمل بكل طاقاتنا علي حماية هذا الإنتاج وتجويده ليتمكن من منافسه المستورد.. وأن يتم ربط التعليم باحتياجات سوق العمل والاهتمام بالتدريب والإعداد للعمالة الفنية التي نحتاج إليها.. مع تشجيع الابتكار والإبداع والبحث العلمي.. واستمرار الضرب بيد من حديد علي الفساد والمفسدين علي كل المستويات ليكونوا عبرة لغيرهم.. حتي نحقق ما نريد وما نصبو إليه ونحصد ثمار ما يزرعه السيسي الآن.. فهل نفعل؟!
أتمني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف