الجمهورية
المستشار عبد العاطى الشافعى
"هـــــــم العــــــدو.. فاحـــــــــذرهم"

أي بلاء هذا الذي أصاب أرض الكنانة.. التي جُبل شعبها علي الرحمة والرفق والكرم والأمانة.. أي حقد أسود.. هذا الذي نفث سمة الزعاف فيها.. وكأنما استكثر عليها أمنها واستقرارها.. وحضارة حاضرها وماضيها.. أي عتل زنيم أو شيطان رجيم.. هذا الذي ضاق ذرعاً بتفوق مصر.. وتنقلها من عبور إلي عبور.. ومن نصر إلي نصر.. بفروسيتها في كل الميادين.. واسترعائها أنظار العالمين.. بريادتها لمسيرة الحق والسلام.. ونبذها لدعاة الحرب والدمار خفافيش الظلام.. من هؤلاء الذين كرهوا أن تكون مصر هي قبلة السائحين.. مقصد رجال الأعمال والمستثمرين.. وواحة الطمأنينة للناس أجمعين.. من هؤلاء الذين أزعجهم أن تظل مصر درة العقد الفريد الذي ينتظم كل العرب.. بأن تظل هي قلبهم النابض.. وملاذهم في الشدائد والكرب.. وأن تبهر بسياستها الخارجية كل الحكومات والشعوب.. وأن ينجح قائدها بامتياز في كسب احترام زعماء العالم.. وتأليف كل القلوب.
إنهم شذاذ الآفاق.. شياطين الإنس.. أرباب الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.. أهل الشر والمقت والرجس.. تعرفهم بسيماهم بجدالهم العقيم وسوء معشرهم ولقياهم.. بنفوسهم السقيمة المريضة.. بمبادئهم وأهدافهم الظالمة الجائزة البغيضة.. استأجروا قلة ضائعة شاردة مارقة.. واستقطبوا شرذمة ماجنة مارده فاسقة.. ألغوا عقولهم.. وأماتوا فيهم ضمائرهم.. غيبوهم عن الوعي.. فنسوا مستقبلهم وحاضرهم.. ثم أطلقوهم كأنهم الكلاب المسعورة أو الذئاب الجائعة الرعناء المذعورة.. وانطلقوا كالرعد القاصف يعيثون في الأرض فساداً.. يهلكون الحرث والنسل.. يحيلون العمران أنقاضاً ورماداً.. يريقون الدماء.. ويغتالون العزل الأبرياء.. ويفتكون بالكبار والصغار.. والأطفال والنساء.. ويطلقون الشائعات الكاذبة النكراء.. ويحولون الحقائق الناصعة البيضاء إلي أراجيف بلهاء سوداء.. ويتطاولون علي جيش مصر والعرب قرة العيون وجالب الانتصارات خير أجناد الأرض.. ورافع قامة مصر إلي عنان السماء.. ويسيئون إلي عيون مصر الساهرة رجال أمنها الشرفاء وإلي قضاء مصر الشامخ وقضاتنا العظام الأجلاء..!!!!
وما كان هذا الإجفاف والابتذال ــ أبداً ــ من أخلاق شعب مصر.. فهو شعب مؤمن صنع الحضارة في كل عصر.. لقد عرفته الدنيا الشعب الرقيق العطوف الودود.. جياش العاطفة.. كريماً بغير حدود.. شيمته المودة واللطف. ينبذ النكران والجحود.. إنه شعب هوايته إفشاء السلام.. يحب الألفة.. ويكره الخصام.. وينشد الخير لجميع الأنام.. يعين الضعيف وينصر المظلوم.. يحتفي بالوافد الغريب.. ويخف إلي نجدة المكروب والمكلوم.
نعم.. القسوة والعنف واطلاق الشائعات والأكاذيبة والأراجيف كل ذلك ليس في قاموسنا.. فهو صناعة غير مصرية.. والعنف ليس من طابعنا فهو بضاعة أجنبية.. والأبالسة مرتكبوا الجرائم الشنعاء.. ليسوا من أبناء جلدتنا.. فهم غرباء دخلاء.. ويحاولون أن يقتلوا معنوياً تسعين مليوناً من الأبرياء.
أرأيتم.. كيف ينحط إلي الدرك الأطفل من قاع جهنم.. كل من يمت بصلة إلي القتلة الخونة الوحوش السفاحين.. وكيف يستحقون جميعاً لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.. وكيف أن علينا جميعاً ــ فرضاً مفروضاً ــ أن نقتفي آثارهم.. ونتشوف أخبارهم.. حتي يتم استئصال شأفتهم ويقطع دابرهم.. أينما يكونون.. ذلك أنهم: "هم العدو فاحذرهم. قاتلهم الله أني يؤفكون".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف