الجمهورية
طارق الأدور
الفشل الأوليمبي "3"

لا أتفق علي مبدأ مشاركة كل من يتأهل إلي دورة الألعاب الأوليمبية لأن هذا يعني اننا سنناقش نفس القضية كل 4 سنوات بعد انتهاء الدورة الأوليمبية.
متوسط عدد اللاعبين المتأهلين إلي نهائيات الألعاب الأوليمبية من مصر يزيد باستمرار عن مائة لاعب وبخاصة إذا وصلت فرق جماعية كما هو الحال في ريو 2016 بتأهل منتخبي الكرة الطائرة وكرة اليد ولكن المنافسة دائماً للاعبينا لن تكون إلا في اللعبات الستة التي ذكرتها في مقال سابق وهي رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة والجودو والتايكوندو والسلاح وهي فقط اللعبات التي سبق لمصر تحقيق ميداليات أوليمبية فيها في التاريخ منذ أول مشاركة في دورة ستوكهولم بالسويد عام 1912 عدا الغطس اللعبة التي حققت ميداليتين عن طريق فريد سميكة في أمستردام 1928 ولكن بعد الإعداد العلمي وطبيعة الأجناس البشرية المتفوقة في هذه اللعبة لم يعد لنا أمل فيها.
والحقيقة ان عدداً كبيراً من الرياضيين المصريين يتأهلون من خلال قارة افريقيا وهي القارة الأقل حصداً للميداليات في دورة ريو.. وفي كل الدورات الأوليمبية السابقة حيث حققت افريقيا 5% فقط من اجمالي ميداليات الدورة مقابل 48% لأوروبا و22% للأمريكتين و20% لآسيا و4% للأوقيانوس التي لا تضم من الدول الحاصلة علي الميداليات سوي استراليا.
وبعيداً عن ألعاب القوي التي تحتكر أغلب ميداليات القارة السمراء لا توجد لعبات أخري تتفوق فيها افريقيا وبالتالي فإن أبطال افريقيا المتأهلين للأوليمبياد في العديد من اللعبات لا يكونون مرشحين لميداليات وسط منافسة عاتية من دول عملاقة في القارات الأخري.
وإذا كان إعداد البطل الأوليمبي يتطلب ملايين الجنيهات في الإعداد فإنه ليس من الحكمة توزيع الامكانيات المادية المتاحة علي أكثر من مائة رياضي. "121 لاعباً ولاعبة في ريو 2016". لأن ذلك يعني ان أحداً منهم لن يحصل علي القدر الكافي من الإعداد الفني الذي يمكنه من المنافسة الحقيقية وبالتالي سنخرج بالفتات من الميداليات.
لذلك فأري انه من الحكمة أن نركز في الأوليمبياد علي نجوم اللعبات النزالية الذين يتميزون وراثياً وجينياً في هذه اللعبات للتقدم وبالتالي المنافسة علي الميداليات الأوليمبية. في ظل وجود لعبات أخري من الصعب الذي يصل إلي درجة المستحيل أن نحقق فيها ميداليات.
فلعبات مثل السباحة والجمباز مثلاً من المستحيل أن تحقق ميداليات لانها لا تناسب القدرات العضلية والفنية للمصريين والدليل اننا لم نحقق فيها أي انجازات من قبل. وما حققته رانيا علواني بالوصول إلي الدور قبل النهائي لسباق 100 متر حرة في سيدني 2000 واحتلال المركز الـــ 15 وكذلك احتلال المركز الـــ 15 في سباق 50 متر حرة. ثم تحقيق فريدة عثمان للمركز الــ 12 في 100 متر فراشة في ريو 2016. اعتبر انجازاً رائعاً لاننا لن نحقق أفضل من ذلك.
إذا أردنا تحقيق انجازات أفضل من فتات الميداليات فإن علينا أن نركز علي 20 رياضياً علي الأكثر في اللعبات الستة التي ذكرناها.. أما اللعبات الجماعية فإنه من الحكمة أيضاً أن نلعب في النهائيات الأوليمبية حتي لو كنا نعلم اننا لن نحقق فيها انجازاً كبيراً.. وهو أمر يحتاج لتحية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف