المساء
عياد بركات
.. وعبدالوهاب.. حين يغني!
غداً عيد.. كل عام والأحبة القراء في سعادة.. والعيد القادم ونحن وهم ومصرنا الحبيبة في حال أحسن.. وقد خرج كل منا من عنق زجاجته.
.. وبما أن غداً عيد.. إذن مقال اليوم إجازة من مناقشة القضايا العامة التي كنا نتناولها ولنجعله عاماً حول فلسفة الوجود وقطبيها الرجل والمرأة.. صداقة أم عداء.. أم لا هذا ولا ذاك!
كثيراً ما يتساءل المرء عن سر الوجود! ويجد المرء الإجابة علي طرف لسانه. وفجأة إذا بها تتسرب من بين أصابعه كما يتسرب الماء من الغربال!
أخيراً صار لدي يقين أننا لم نخلق عبثاً.. بل لعله لهدف رئيسي خلقنا الله هو تعمير الكون بغض النظر عن عبادته.. فالعبادة تخص العباد والله غني عنا ونحن المحتاجين إليه.. هو جل وعلا لا يحتاج منا شيئاً.. إن أصبنا فمنه وإن أسأنا فمن أنفسنا!
إذن خذ وهات وادرس وتمعن في ظواهر الكون والرجل والمرأة والحب والكراهية والشوق وعدمه.. وقلة الذوق.. والذوق وحب الحياة وكره الموت كل هذه الظواهر وما هو أكثر منها تصب في خانة واحدة هي "إعمار الأرض".
حتي في الموسيقي والغناء: عبدالوهاب حين يغني وفريد حين يعزف وأم كلثوم حين تطرب.. و.. و.. كل هذا يصب في إعمار الأرض وتعمير الكون.. قطعاً أسقط من حسابك فن هذه الأيام الذي يعتمد علي الهبد والرزع.. ونطلق عليه "فن الميكروباص" اسمحلي فن الميكروباصات هذا هو الوحيد الشاذ في موضوعنا الذي قد يصب في خانة منافسة لخانة إعمار الكون فهو والعياذ بالله قد يؤدي إلي الشلل والفشل.. هو كالسحابة السوداء قد يؤدي إلي قطع الخلف والخلف هنا بمعني النسل.
انظر للمرأة الحبيبة الغالية كثيرون لا يهمهم منها سوي الجمال. وما يجر إليه ذلك الجمال.. البعض يصفها بالمتصابية.. الجميلة.. العنيدة.. البغيضة.. المقيتة.. السكرة.. العسلة إلي آخر ما تتخيل من أوصاف.. وكل ذلك ما هو إلا قشرة وطلاء لهدف يصب في إعمار الأرض واستمرار الحياة.
الرجل نظرته للمرأة قاصرة مهما حاول إنصافها.. وقد لا يعلم إن العبء الملقي علي المرأة في عملية الإعمار هذه أضعاف ما هو ملقي علي كاهل الرجل.
لأجل ذلك الهدف السامي جعل الله الرجل يري أسوأ ما في المرأة أحسن شيء فيها.. كثير من الرجال قد تروق له أرداف المرأة.. لو تمحص محتواها كمخزن للشحوم الزائدة لولي الفرار!
في النهاية تري أي الطرفين الرجل أو المرأة أكثر معرفة بالآخر؟! في الحقيقة لا يعرف الرجل حق المعرفة إلا رجل مثله.. وذكلك فإن المرأة أخبر بالمرأة من الرجل.. فلا نصدق أن رجلاً خبيراً بالنساء فهناك ما هو أخبر منه: المرأة.
أصعب ما يكون علي النفس.. امرأة أو رجل تخطيا السبعين عاماً ويظنان أو يظن أحدهما أنه مازال مطلوباً منه إعمار الأرض وتعمير الكون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف