منذ حادث منى الذى وقع فى حج العام الماضي، والذى قتل فيه قرابة 2300 حاج من جنسيات مختلفة، من بينهم 464 إيرانيا، لم تتوقف إيران عن إتهام السعودية بالتقصير فى حماية الحجاج. وقال الرئيس الإيرانى حسن روحانى إن بلاده لن تغفر أبدا «لمن أراقوا دماء شهداء مني» وكأن من ماتوا كانوا إيرانيين فقط!.
وربما الخطأ البشرى وارد فى تنظيم حدث عالمى كهذا يحضره الملايين، فالمطلوب عدم تهوينه أو تبريره، بل وتجنبه وعدم تكراره، أما أن يصل الأمر لإتهام السعودية وكأنها أراقت دماء الشهداء عن قصد فهذا ما نستغربه من تصريحات الايرانيين.
ورغم أن الحجاج الايرانيين كانوا يمارسون العمل السياسي، ويرفعون شعارات تتنافى مع شعائر الحج، ورغم أنهم غابوا عن حج هذا العام لعدم اتفاق البلدين على مجريات تنظيم الحج، فلا تتوقف إيران عن مهاجمة السعودية، واتهمها أكثر من مسئول إيرانى بـ«تسييس الحج».
ومنذ حادث منى فى العام الماضي، دعت إيران لإشراف دولى على شئون الحج، وعدم ترك الأمر للسعودية وحدها، بزعم عدم قدرتها على ذلك، برغم أن المملكة تعمل على تحسين ظروف الحج وتوفير كل ما يحتاجه ضيوف الرحمن. وقد تكررت دعواتها هذا العام، ولما لم تجد آذانا صاغية من العالم الاسلامي، دعا المرشد الإيرانى على خامنئى إلى الحج فى مدينة كربلاء العراقية التى تضم مراقد شيعية، عوضا عن أداء فريضة الحج فى مكة المكرمة. مما دعا الأزهر الشريف لإصدار بيان مؤكدا أن أداء فريضة الحج لا يسقط عمن زار أماكن أخرى غير بيت الله الحرام.
إن إيران تحاول إشعال فتنة إسلامية جديدة، رغم أن الأمة الاسلامية فيها من «الفتن الكبري» ما يمزق وحدتها وتماسكها، ولا تحتاج الى المزيد منها.