المساء
زكى مصطفى
عيد الأضحي المبارك.. والموشحات والابتهالات والإنشاد
كل عيد أضحي وأنتم بخير وحب وسعادة وأمن وآمان واستقرار ونجاح في مختلف المجالات.. وحج مبرور وذنب مغفور لكل من تحققت أمنياتهم بأداء فريضة الحج والوقوف فوق جبل عرفات.
وكعادة كل عام.. وفي مثل هذه الأيام.. تتنافس جميع القنوات التليفزيونية.. الأرضية والفضائية.. والشبكات الإذاعية المختلفة.. علي تقديم المواد الاعلامية المناسبة لهذا الحدث السنوي العظيم.. وفي مقدمة هذه المواد.. التواشيح والابتهالات والانشاد والاغنيات الدينية.
وفي دراسة للكاتب والناقد والفنان والملحن الراحل الصديق "محمد قابيل" نشرها ضمن موسوعة الغناء في مصر تناول الموشحات والابتهالات ومدرسة المشايخ.. وأكد انه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تزعم بعض المشايخ حلقات الذكر والانشاد وتتلمذ عليهم كثيرون.. وأصبحت مدرسة المشايخ هي المدرسة الاساسية للغناء.. وظهرت الموشحات وتألقت الابتهالات.. وأول من نظم الموشح في الأندلس هو مقدم بن معان في أواخر القرن الثالث الهجري.. وذلك باللغة العربية الفصحي.. ثم نظمه "القرطبي" ومن بعده "عبادة بن القزاز".. وقد نشأ كثورة علي القصيدة الغنائية ووسيلة اسهل لظهور المشاعر والتعبير عن العواطف ولتحطيم نظام الوزن والقافية.. ثم تفشت منها الصنعة والتكلف في القرن الخامس الهجري حتي ظهر ابن رشد وأخطل بن غارة وابن قزمان ونظموا عواطفهم باللهجة العامية.. وبذلك ظهر من الزجل.. وبين الوقت والآخر كان تظهر بعض الموشحات في مديح الرسول صلي الله عليه وسلم.. ولما جاء محيي الدين بن عربي وعبدالرحيم البرعي ثم ابن الفارض.. اتجهوا بأشعارهم إلي التصوف.. وغني المطربون هذه الأشعار ولحنها الملحنون كابتهالات وتضرعات إلي الله ورسوله وسموها موشحات دينية انتشرت في عهد الفاطميين علي المستوي الشعبي في الموالد والاحتفالات الدينية في المناسبات المختلفة.. وبعض المنشدين يصاحبهم عازفون وبعضهم تتحاور معه "البطانة" وأصبحت هذه المدرسة تميز الغناء المصري يقفلاته ـ الحراقة ـ ثم تجمع أهل المهنة في طائفة لها شيخ.. من صلاحياته ـ تحزيم ـ المغني الصاعد أو اعتماده .. ولا يجوز لأحد ان يغني إلا بعد ان ـ يحزم ـ وهو التقليد الذي ساد الغناء المصري من خلال لجان الاستماع بالاذاعة إلي ان ظهرت وسيلة الكاسيت للتسجيل والنشر والتي من خلالها لمعت أسماء نجوم الابتهالات والموشحات والانشاد مثل: أبوالعلا محمد وعلي محمود وطه الفشني ومحمد الفيومي وإبراهيم الفران وسيد النقشبندي ونصر الدين طوبار ومحمد عمران وإبراهيم الإسكندراني ومحمد الطوخي ومحمد الهلباوي وسعيد حافظ وامام عيسي ومحمد عبدالهادي وممدوح عبدالجليل وسيد محمد حسن ومحمد الشنتوري وحسن قاسم وإسماعيل سكر وحمزة الحلواني وصلاح عمار وعلي الحسيني ومحمد فراج البساتيني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف