المساء
محمد جبريل
القدس.. قبل ان تتحول إلي ذكري!
نعرف ان معظم النار من مستصغر الشرر. لكننا اعتدنا إهمال الظواهر الطارئة حتي تتفاقم وتتسع. تصبح جزءاً من مكونات حياتنا. نألف وجودها. لا نناقشه لا نسعي لالغائه. حتي يواجهنا السؤال: كيف حدث ما حدث؟
0حين بدأ المستوطنون اليهود رحلاتهم إلي فلسطين. تشغلهم احلام أرض الميعاد. فإن المواطنين العرب هم من بادر بانقاذهم من الغرق في البحر. وقدموا لهم المأوي والطعام حتي أحست الافعي بالدفء. فلدغت منقذيها!
المخططات الصهيونية لتهويد القدس قديمة. وهي المخططات نفسها التي استهدفت ابتلاع أرض فلسطين. لتنفيذ الحلم الاسطوري بدولة اسرائيل من النهر إلي البحر!
كل شئ كان واضحاً. من السهل التنبه إليه. ودرء أخطاره. لكننا انسنا إلي النوم في العسل. بينما امتدت المؤامرات الصهيونية. فشملت كل اقطار الوطن العربي. مثل وجودها فاصلاً جغرافياً بين المشرق العربي والمغرب العربي. وصدرت المؤامرات. وشنت الحروب. حتي تبدل الواقع العربي الذي نعيشه والذي نطمح إليه. وهو ما يبين في الصورة القاسية التي فرضت واقعاً جديداً علي معظم الاقطار العربية. الحروب الاقليمية والاهلية. وتحويل واردات التنمية إلي واردات للسلاح. وإضعاف القدرات العسكرية. واستنزاف الطاقات في مواجهة الخطر الصهويني. والتآمر الغربي. وعمليات الارهاب التي لم يسلم قطر عربي من تأثيراتها المدمرة.
تبديل الواقع أول ما حرصت عليه الحكومات الصهيونية المتعاقبة دعك من وهم الحمائم والصقور واليمين واليسار. وغيرها من المسميات التي بلغت حد تكوين جمعيات صهيونية لتحقيق السلام الفوري. في حين أن تحقيق السلام لا يحتاج إلا إلي العودة إلي الاوطان التي يحتفظون إلي جانب جواز السفر الاسرائيلي- بجواز سفرها.
ازالت السلطات الصهيونية مئات المساكن للمواطنين العرب. أو أذنت لمستوطنين بالاقامة فيها. وقيدت حركة مواطني القدس. بتسجيلهم كمقيمين. وليسوا مواطنين وضاعفت من مشروعات الاستيطان والتهويد. وقد أعلن عن بدء تنفيذ مشروع مد خط القطار الهوائي الذي يتضمن 19 مشروعاً استيطانياً المشروع يتركز- كما يشير الباحث الفلسطيني الدكتور مصطفي اللداوي- في المنطقة الجنوبية بين البلدة القديمة من البلدة القديمة. من باب الخليل حتي باب الاسباط مروراً بالبؤر الاستيطانية في منطقة سلوان ومنطقة وداي حلوة وعين سلوان فضلاً عن أنه سيكون حول المسجد الاقصي من جهتيه الجنوبية والشرقية. ويصل إلي قلب بلدة سلوان. والهدف من ذلك تغيير معالم المنطقة الجنوبية للمسجد الاقصي بالكامل. ضمن مخطط لاضفاء الطابع اليهودي علي القدس. ومحو المعالم الاسلامية التاريخية للمدينة المقدسة. سعياً للسيطرة الصهيونية التامة علي القدس. من أجل تدمير الاقصي. وإقامة الهيكل المزعوم.
آخر ما عانته القدس مهرجان للخمور في مقبرة مأمن الله التاريخية شارك فيه عدد كبير من المطاعم والفنادق الاسرائيلية. وأقيمت حفلات موسيقية لفرق يهودية وغربية. وأبيح الرقص من الليل حتي الصباح.
المقدمات- كما تري تشي بالنتائج التي أخشي ان يطول تأملنا لها ونحن نتساءل: كيف حدث ما حدث؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف