من يصدق أن مستشفي سوهاج التعليمي اشتعلت فيه النيران لثالث مرة خلال فترة وجيزة ولم يتحرك وزير الصحة الحالي للتعرف علي أسباب الحريق والمقارنة بين الحريق الأول والثاني والثالث.
الحريق الأخير الذي نشب بالمستشفي بدأ في غرفة الصراف بالطابق الأول وامتدت النيران إلي باقي غرف المرضي الذين هرعوا من الأسِّرة وافترشوا أرصفة الشوارع المحيطة بالمستشفي في صورة غريبة لم ونشهدها من قبل.
هذا المستشفي العريق كان في الماضي بمثابة العمود الفقري لوزارة الصحة في محافظة سوهاج وكان يعتمد عليه اعتمادا كليا لعلاج غير القادرين في عهد د. محيي الدين رشوان المدير الأسبق للمستشفي الذي جعل من هذا المستشفي صرحاً طبياً في صعيد مصر حتي إن د. محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق أطلق عليه عمدة الصعيد.
صدقوني إن هذا المدير كان يقوم بإصلاح الأجهزة المعطلة علي حسابه الخاص من أجل خدمة المرضي الغلابة لأنه كان يشعر بماسأة أبناء الصعيد وهو واحد منهم وكان طبيباً من الطراز الأول يدير المستشفي بحكمة وحنكة كبيرة ولا يدخر جهداً في سبيل راحة المرضي.
في الحقيقة إن هذا المدير كان يتعامل علي أن المستشفي هو المسئول عنه أمام الله قبل أن يكون أمام الوزير أو الخفير حتي إنه كان ينام داخل المستشفي حفاظاً عليه.
هذه النوعية الفريدة من القيادات لا تجدها الآن بعد أن حولوا رسالة الطبيب من الإنسانية إلي وظيفة حكومية بل أصبح التزويغ بين الأطباء عيني عينك.
لا يمكن أن ينصلح حال الصحة في مصر إلا من خلال وزير فاهم لعمله من أبناء الوزارة عاش مع الغلابة وشعر بهم ولديه شعور بأن المسئولية صعبة أمام الله قبل أن تكون أمام المسئولين.
إذا كان وزير الصحة الحالي قد انشغل بالوجاهة فهل ننتظر منه أداء أفضل من هذا؟!
الرقابة الإدارية هي التي تقوم بالإشراف علي المستشفيات ومنذ أيام قليلة قامت الرقابة بعمل حملة مفاجئة علي مستشفي حميات ببا والوحدة الصحية بجزيرة ببا ومستشفي ببا المركزي وشاهدت الرقابة الإدارية كل أنواع الإهمال والتقصير في حقوق المرضي واهدار المال العام في هذه المستشفيات وتمت إقالة مديري هذه المنشآت الطبية بالإضافة إلي عدد كبير من التمريض والعاملين بهذه المنشآت الصحية لعدم قيامهم بدورهم الوظيفي علي أكمل وجه.
إذا كانت الرقابة الإدارية سوف تقوم بدور وزير الصحة فما هي الفائدة من وجود الوزير والقيادات التي جاء بها من خارج الوزارة.
هل يعلم الوزير حجم الخسائر التي تكبدها مستشفي سوهاج التعليمي وحجم الاشغالات بالمستشفي قبل الحريق وبعد الحريق؟ هل يعلم الوزير ما يدور في مستشفي البلينا المركزي الذي تحول إلي خرابة رغم المساحة الهائلة التي يقام عليها المستشفي.
هذا المستشفي الهام الذي يخدم أكبر منطقة سياحية في صعيد مصر وهو معبد عرابة أبيدوس لا توجد به أبسط الأدوية والمستلزمات الطبية؟ هل يعلم الوزير أن مرضي مركز البلينا يموتون علي أبواب المستشفي؟ لكم الله أيها المرضي وعليه العوض في قطاعات الصحة في مصر.