لست سياسياً محترفاً لكنى أتبع رأسى ، ورأسى - للأسف الشديد - قد امتلأ عن آخره بعلامات استفهام كبيرة جداً وتساؤلات بالحجم الطبيعى تتعلق بما يشهده المجتمع الآن من عمليات «تسخين» يتم بشكل منظم ومتعمد فأصبحت الشائعات المسمومة تفوح منها رائحة الغدر والخيانة التى تذكم الأنوف بل صارت تسرى بين الناس كالنار فى الهشيم خصوصاً تلك الشائعات التى تستهدف خلق حالة من الانشقاق بين المواطنين والدولة، فإن لم تكن تتم بشكل متعمد فبماذا نفسر تلك الحالة «الملتهبة» التى تسود الشارع والتى أصبحت «تعشش» بين البسطاء تاركة خلفها حالة من الاحتقان بسبب ما يرددونه من قصص مفبركة بعيدة كل البعد عن مستوى تفكيرهم بل تفوق - بفضل صياغتها الخبيثة - قدراتهم على الاستيعاب .. وعلى الرغم من ذلك فمن يستمع الى تلك الحكايات أو يتابع البرامج المسمومة التى يقدمها أنصار الارهابية فى وسائل الاعلام المواليه لهم يشعر بأن هذا الكلام «منطقى جدا» .
واللافت للنظر أن هذا «التسخين» تقوده عقول شيطانية معروفة بالاسم لدى كل الأجهزة السيادية ، مما يدعو الى التساؤل : لماذا يتم ترك الحبل على الغارب لهؤلاء الذين يتآمرون على الدولة «عينى عينك» وفى وضح النهار ، فهل تلك الفئة من النشطاء الينايرجية فوق المساءلة ، حتى تتركهم الدولة يتحركون هكذا بحرية تامة بل نجد بعضهم قد التقى و بكل «بجاحة» السفير الاسرائيلى فى بعض الأماكن العامة بعد أن رفعوا عن وجوههم «برقع الحياء».. وهو ما يدعونى الى القول بأن الدولة فى هذا التوقيت الحرج لم تعد تمتلك رفاهية «الطبطبة» مع هؤلاء المتآمرين على الأمن القومى للبلاد.
أنا لست من دعاة التحريض ضد أحد وإنما اكتب فقط وجهة نظر تحمل فى طياتها دعوة لتصحيح المسار وتصويب وضع خاطئ أعتقد أنه لو استمر طويلاً سيترتب عنه آثار سلبية وعواقب وخيمة تطول الجميع .