الأهرام
مرسى عطا الله
الحرية لها حدود!
لا أظن أن المجتمع البشرى – ونحن جزء منه – سبق له أن واجه ضغوطا حياتية ومعيشية بمثل ما نعيشه الآن حتى أصبحت ضغوط العصر وقوانينه القاسية ومتغيراته المتلاحقة أكبر من قدرة الاحتمال لكل الأمم والشعوب.

ولأن هذه الضغوط يصعب القول بإمكان تلافيها فى أى منظور قريب وإلى أن ينعدل مسار التنمية والإنتاج وندرك أن خيارنا الوحيد هو العمل الشاق فإن علينا أن نبحث عن علاج وقائى يؤدى لتخفيف المشاكل النفسية التى تترتب تلقائيا على تزايد ضغوط الحياة لأن كل إنسان لديه حدود معينة لطاقته وقدرته على الاحتمال ومن ثم ضرورة تحصين المجتمع بقوة الإيمان بالله والثقة فى النفس حتى يمكن تحويل هذه الضغوط فى اتجاه معاكس لتصبح قوة إيجابية تساعد على تحدى أزمات الحاضر ومضاعفة مشاعر الإحساس بالثقة فى مستقبل هذا الوطن.

ربما يكون ما أتحدث عنه مدخلا لسؤال ضرورى هو: ما هو الحد الفاصل بين حرية الفرد التى يجب احترامها وبين متطلبات توفير سبل الوقاية للحماية للمجتمع من خطر الدق المتعمد على أوجاع وهموم الناس والسعى إلى انتشار وباء الفوضي!

إن هذا السؤال يعكس بالفعل ذعرا حقيقيا – لدى الكثيرين – من مخاطر استمرار السكوت على أبواق التحريض باسم الحرية دون تقدير للمخاطر التى يمكن أن تترتب على ذلك وتسعى لإعادة استنساخ مرحلة الخروج على المألوف فى السلوك العام تحت قناع ما جرى فى 25 يناير 2011 وما أعقبه من تداعيات مازالت الدولة المصرية عاجزة حتى الآن عن سداد فواتيرها الاقتصادية والاجتماعية!

وعلى الذين يحاولون إطالة فترة بقائهم فى صدارة المشهد بالصراخ والمزايدة أن ما حصدوه من شهرة ونجومية ينبغى أن يكون لها ثمنها من الالتزام والمسئولية الوطنية وليس مدخلا للإحساس الكاذب بأنهم فوق القانون!

على أولئك أن يستمعوا جيدا لأصوات البسطاء الذين يقولون لكم: رفقا بمصر وكفى صراخا ومزايدة!

خير الكلام:

<< لو كان نقدك نصحا كنت أقبله لكن نقدك محمول على الكذب!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف