اكرام منصور
أمريكا وتركيا.. وازدواجية المعايير للإرهاب
أردوغان وبوتين يتفقان علي تكثيف جهود التوصل لهدنة في حلب بمناسبة عيد الاضحي المبارك من خلال اتصال هاتفي والغريب والمثير للدهشة أن أردوغان أكد علي أهمية هذه الهدنة لوقف إطلاق النار في مدينة حلب شمالي سوريا وكما بحث الزعيمان عملية ¢درع الفرات¢ في سوريا. مؤكدين أهمية تطهير المنطقة الحدودية لتركيا مع سوريا من المنظمات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم ¢داعش¢ وأردوغان يؤكد من نتائج العملية أن السكان الأصليين لبلدتي جرابلس والراعي السوريتين بدأوا بالعودة إلي بلداتهم من تركيا.. والتحالف الدولي يؤكد أن ¢المنطقة العازلة¢ التي أنشأتها تركيا علي حدود سوريا ¢مفيدة للغاية¢حيث إن عملية درع الفرات ساهمت في تهيئة الظروف لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة والتي تعد معقل التنظيم.. وفي نفس السياق أكد وزير الدفاع التركي فكري إيشق إن بلاده تساند العملية التي تهدف إلي طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة وهي معقله الأساسي في سوريا. ومشترطا ألا تكون وحدات حماية الشعب الكردية "ي ب ك" القوة الأساسية فيها. مشددا علي أن تلك الوحدات لم تنسحب بعد من غرب الفرات.. كما تصر تركيا وتركز عليه هو أن العمليات يجب أن تشنها القوات المحلية في المنطقة بدلا من الاعتماد علي وحدات حماية الشعب وحدها لأن تركيا لن تسمح لوحدات حماية الشعب بتوسيع المناطق التي تسيطر عليها واكتساب القوة من خلال استخدام العمليات ضد تنظيم الدولة كذريعة ولأن وحدات حماية الشعب لم تنسحب بعد إلي الضفة الشرقية لنهر الفرات كما وعدت بعد الانتهاء من عملية دعمتها الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة من منبج. وتركيا لن تسعي للمزيد من الأهداف بشأن منبج شريطة انسحاب الوحدات شرقا وتركيا تؤكد استمرار الدعم الأمريكي لجهودها بشأن تطهير حدودها من التنظيم..والطيران التركي يدمر تسع أهداف ل¢بي كا كا¢ الإرهابية في غارة جوية جنوب شرقي البلاد ومن المؤكد أن تركيا ستستمر في عملية ¢درع الفرات ¢حتي القضاء علي ¢التنظيمات الإرهابية¢ الموجودة علي الحدود الجنوبية بشكل كامل وإزالة جميع التهديدات التي تشكّل خطرا علي أمن وسلامة المواطنين الأتراك... وتركيا هي من كانت تقدم الدعم اللوجستي لتنظيم ¢داعش¢ والمنظمات الإرهابية.. وفي ضوء ماحدث في سوريا والعراق حيث شهدا إراقة الكثير من الدماء. فضلا عن الكم الهائل من الدمار والانقسام الطائفي لذا فهناك احتمالات تشير إلي إمكانية انقسا م هذين البلدين¢ وهذه خطة عالمية منذ الغزو علي العراق في عام 2003 حيث أصبح من الصعب رأب الصدع وإعادة توحيد سوريا والعراق كما كانوا من ذي قبل لكني ليس لدي أي أمل من إمكانية إنشاء حكومة مركزية قادرة علي الإدارة بشكل عادل في كلا البلدين. وهل من الممكن أن تكون أمريكا في حاجة لتكوين حكومة مركزية ومناطق حكم ذاتي تنضوي جميعها تحت جسم اتحادي نتيجة لانقسام هذه المناطق للعديد من الطوائف وبطبيعة الحال فإن تحقيق ذلك منوط بالتطورات التي ستشهدها المنطقة خلال السنوات القليلة القادمة.. فإن أمريكا التي تتدخل في تشكيل مصير الشعوب وفي ذات الوقت تنادي بالديمقراطية لاتريد حكومات مركزية استبدادية في سوريا والعراق وتنسي امريكا نفسها انها هي الاستبدادية وتصدر للشعوب صورة غير حقيقية عن الواقع .وتؤكد أن المشاكل التي شهدتها المنطقة بسبب الحكومات الاستبدادية وبسبب تلك الإدارات لتحدث فراغاً في هذه البلاد حتي تتمكن من السيطرة عليها.. وتبيع الوهم لهذه الشعوب لتأسيس ديمقراطية علي النمط الغربي في العراق وسوريا واعتقدت الشعوب أن الديمقراطية ستزدهر بعد رحيل الزعماء المستبدين ولكن ذلك لم يحدث لان أمريكا وحلفاءها استبدلوا الزعماء المستبدين بتنظيم ¢داعش¢ والعديد من المنظمات الارهابية وانا أعتقد إن وجود ¢داعش¢ سيستمر فترة طويلة في المنطقة فالخطر الأكبر يكمن عند عودة المقاتلين بالتنظيم إلي بلدهم الأصلي علي الرغم أن هذا ليس بالامر السهل علي من يقومون باستغلال الارهاب والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطائفية لتحقيق الهيمنة العالمية.. ويبقي السؤال إلي متي سوف تدفع الشعوب ثمن اطماع أمريكا وحلفائها؟!!