كلما اشتدت الأزمات.. ازداد "المواطن" جلداً وصبراً وتريثاً.. موقناً بأهمية التلاحم والاصطفاف في تلك المرحلة الحرجة.. وفي ظل هذه الظروف الراهنة التي يمر بها الاقتصاد القومي.
أثبت ومازال.. مدي ولائه وانتمائه لبلده الغالي.. وقدم من المواقف العملية والوطنية ما يؤكد إخلاصه وعطاءه وجسارته أمام التحديات الشرسة التي تواجه الأمة المصرية.. بل لديه في الجعبة من القدرة والقوة ما يعينه علي الصمود والانتصار علي جميع المخططات التي تستهدف الاضرار بالمصالح العليا القومية.
مواطن بتلك الصفات النبيلة والخصائل الحميدة.. أليس من حقه أن تمتد إليه الأيادي الحانية.. تربت علي كتفه. ترفع عن كاهله. وتخفف من معاناته.. ألا يستحق نظرة "رحيمة" من كافة الجهات الرقابية وجميع المؤسسات الخدمية.. تسانده وتؤازره وتلبي أبسط طموحاته وتبعث فيه الأمل وتجدد حصانته ضد دعوات اليأس والاحباط..!
من منطلق القناعة.. تنحصر تطلعاته في ثلاث.. يأمل ويرجو أن تلقي اهتمام ورعاية المسئولين.. حتي لا يستمر فريسة سهلة.. تئن وتتوجع وتصرخ من "غلاء الأسعار".. و"تدني المنظومة العلاجية".. و"الفوضي المرورية"!!
"غلاء الأسعار" استعر وتوحش.. وامتد يحرق دماء البسطاء.. وهم الآن يستغيثون بكل الجهات الرقابية.. لكي تنقذهم من بين أنياب المتاجرين بالأقوات. والمتلاعبين بمصائر الغلابة.. خاصة أن الانفلات أصاب جميع الأسواق.. وجشع المحتكرين وصل لأقصي مداه.. في الوقت الذي خارت فيه قوي الكادحين واقترب صبرهم علي النفاد..!!
أما "المنظومة العلاجية" التي تدنت وانحدرت الي أقل المستويات.. فمازال الأمل قائماً لدي المواطن.. ان تهتم الحكومة بهذه المشكلة.. وتحاول أن تقدم له رعاية صحية تتفق وأبسط قواعد الإنسانية.. ويتمني ان يأتي اليوم الذي يجد فيه سريراً في مستشفي دون انتظار.. وألا يطالبه الطبيب بشراء أكياس الدم ومعدات ومستلزمات العلاج.. وألا يجد نفسه فجأة "رهينة" لحين سداد فاتورة العلاج..!!
ثالث تطلعاته.. أن تختفي "الفوضي المرورية".. ويعود الانضباط والانسياب للشارع المصري.. لاسيما وأن طابور الانتظار أمام الاشارات أمتد لمئات الأمتار.. وكسر الاشارات صار "عادة" والوقوف في الممنوع أصبح ظاهرة.. والسير عكس الاتجاه بات هواية.. بالاضافة الي تضاعف أرقام الحوادث والمصادمات التي راح ضحيتها الأبرياء.. نتيجة لرعونة سائق.. وتهاون رقابة.. وغياب محاسبة..!
إنها آمال بسيطة.. وتطلعات ممكنة.. إذا تحققت رسمت الابتسامة علي وجوه الكادحين.. وضاعفت من جلدهم وصبرهم ودفعتهم الي الاصطفاف والتلاحم.. وصنعت منهم ظهيراً قوياً وحصيناً.. يساند ويدعم "قياداته".. وهم يواجهون أشرس التحديات.. وأعتي معارك "البقاء والبناء"..!!