الكورة والملاعب
شطة
التفاؤل والتشاؤم في كرة القدم.
يسود اعتقاد بين جماهير كرة القدم حول العالم بأن عادات التفاؤل والتشاؤم لا مكان لها سوي أفريقيا فقط ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً فالعديد من النجوم الكبار في عالم كرة القدم لديهم عادات وتقاليد غريبة للغاية تدخل في مصاف المعتقدات والسحر ويصر عليها اللاعبون قبل كل مباراة وقبل النزول إلي أرض الملعب ظناً منهم أنها تجلب الحظ وتساعد الفريق علي تحقيق الفوز وبعضهم تخطي هذا الأمر ليصل إلي الحسابات الفلكية والأبراج. فمن المدربين من كان يتجنب اشراك لاعب من برج العقرب لانه يعتقد بان هذا البرج يجلب النحس للفريق ويختار اللاعبين حسب حالتهم الفلكية. وكان المدرب واللاعب السابق جاري لينكر نجم المنتخب الإنجليزي وأحد الهدافين الأسطوريين لمنتخب إنجلترا كان يتبع أسلوباً غريباً قبل المباريات حيث كان يرفض تسديد أي كرة علي المرمي في فترة الإحماء والتسخين لاعتقاده بأن كل كرة سيسددها في التسخين لا تحدث في المباراة . وبوبي مور أسطورة الكرة الإنجليزية ايضا كان يمتلك عادة غريبة حيث كان يصر علي أن يكون آخر واحد يرتدي الشورت الخاص به قبل المباراة ولو قام أي لاعب بخلع الشورت لأي سبب يتبعه بوبي مور ليرتديه من بعده. ويقوم كذلك كريستيانو رونالدو بتصفيف شعره بعناية قبل كل مباراة مؤكداً أن أي مباراة يظهر فيها بمستوي ضعيف يكون سببها أنه لم يقم بتصفيف شعره قبلها. اما كاسياس حارس مرمي فريق بورتو البرتغالي وأسطورة ريال مدريد الإسباني كان من أكثر اللاعبين المؤمنين بالتفاؤل والتشاؤم وله معتقدات خاصة يقوم بها أثناء كل مباراة أبرزها علي الإطلاق أنه كان يقوم بـ"قص" أكمام قميصه قبل كل مباراة كما كان يقوم بارتداء جواربه بالمقلوب وذلك لمدة 5 مواسم. الامثلة كثيرة وحتي علي المستوي المحلي في مصر كان كابتن محمود الجوهري مدرب النادي الاهلي ومنتخب مصر الراحل يتفاءل ويتشاءم عند ذهابه يوم المباراة من شارع محدد وعندما يجد الاشارة حمراء ويتوقف عندها ياتي للملعب مستاء وغير مرتاح ويكون عصبيا وعندما نساله يتمتم بكلمات غي مفهومة. وبعض المدربين كانوا يلبسون قمصان معينة لا يخلعونها ايام المباريات ابدا منهم الان هاريس المدير الفني السابق للنادي الاهلي وجوزييه ومايكل ايفيرت مدرب المقاوليين والاهلي وغيرهم من المدربين الذين يعتقدون في عدم تغيير القميص تفاؤلا. اما اختيار الالوان وتغيير الفانلات عند تشابه الفريقين فكان النادي الاهلي يتفاءل باللون الازرق بدلا من الاحمر. وكذلك ارقام الفانلات فقد يتشاءم الكثيرون بارقام غير الارقام التي يرتدونها وتكون هناك ازمات لو لم يجدوا رقمهم في القائمة عند الانتقال من نادي لنادي اخر.
ويخضع اختيار اللاعبين لأرقام قمصانهم مع الفرق التي يلعبون لها في الأساس لكثير من عادات التفاؤل والتشاؤم ويعد أبرز اللاعبين الذين يتفاءلون ويتشاءمون من أرقام القميص هم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بدأ بقميص 28 في سبورتنج لشبونة وطلب ارتداءه في فريق مانشستر يونايتد إلا أن السير أليكس فيرجسون أقنعه بارتداء القميص رقم 7 ليتألق اللاعب ويصبح أفضل لاعب في العالم ومع انتقاله إلي ريال مدريد اضطر للاستغناء عن الرقم 7 لصالح راؤول جونزاليس ليرتدي القميص رقم 9 ويقدم أسوأ موسم له مع الريال قبل أن يعود للرقم 7 مجدداً مع رحيل راؤول ويصبح الهداف لريال مدريد. أما النجم الألماني مايكل بالاك فكان يفضل الرقم 13 للتفاؤل به علي الرغم من أنه كان يخسر كل البطولات في المباريات النهائية وكان اللاعب الأكثر رفضاً من جماهير الفرق المختلفة كونه الملقب بـالمنحوس يأتي هذا في الوقت الذي ارتدي فيه اللاعب أوزفالدو أرديليس الرقم "1" في مونديال 1978 بسبب تفاؤله بالرقم وبالفعل حصل المنتخب الأرجنتيني علي لقب البطولة علي الرغم من أن الرقم من المتعارف أن يكون لحراس المرمي. اما الخطيب وطاهر ابو ابو زيد فكانا يتفاءلان بالنزول اخر اللاعبين للملعب للتسخين. وحدثت مواقف طريفة كثيرة حيث كان يحاول كل منهم التاخر في النزول للملعب مما يثير غضب المدرب خصوصا عنما كان كابتن السايس هو المدير الفني. وايضا عندما كان اللاعبون ينزلون للملعب مع الحكم عند بداية المباراة ويبقي الخطيب وطاهر في الخلف وينتظر الحكم نزولهم حتي يتم استدعاءهم من غرفة الملابس. التفاؤل والتشاؤم والتطير من الامور السائدة في لعبة كرة القدم وكنت احاول وانا لاعب اقناع زملائي بعدم التفاؤل والتشاؤم وقبلت ان البس رقم 13 لمدة 9 سنوات بدون ان اتشاءم منه عند الخسارة وكنت ازداد اصرارا علي بذل المجهود لاكثر ذلك التشاؤم وكان الله دائما يوفقني الي ان اعتزلت اللعب. وعندما كنت مدرب كنت اقدم النصيحة للاعبين الذين ادربهم بان لا يتعاملوا بهذه الخصلة من التشاؤم والتفاؤل لان التوفيق من عند الله والمؤمن يجب عليه بالرضا بقضاء الله وان كل هذه الامور من الغيبيات واذكرهم بالايات "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلي الله فليتوكل المؤمنون".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف