خاض العديد من المعارك الصعبة .. واجه تحديات تفتر أمامها عزيمة كثير من الرجال .. واجه " ديناصورات " رياضية .. وصمد امام " مافيا " عتيدة .. لكنه كرجل تربي تربية عسكرية .. و كشرطي تعلم الجسارة في المواجهة .. لم يهرب او ينكسر .. ونجح في ان يهزم أعداءه .. كما كان يهزم الفرق الي يواجهها ..
هذا هو جمال شمس .. الاسم الالمع في تاريخ كرة اليد المصرية .. لاعبا ومدربا ومديرا فنيا .. تألق وهو يلعب في صفوف النادي الأهلي .. وحقق معه البطولات في جيل من أجياله الذهبية .. وما ان غادر الملاعب لاعبا حتي عاد اليها نجما متألقا في عالم التدريب .. بدأ من مدرب ناشئين الي مدرب الفريق الاول بالنادي الأهلي ثم مدربا لمنتخب مصر للشباب ووصل معه الي القمة محققا أفضل إنجاز لمدرب مصري في تاريخ اللعبات الجماعية .. بفوزه ببطولة كأس العالم التي أقيمت بالقاهرة عام ١٩٩٣ .. وهو ما لم يستطع اي مدير فني اخر ان يحققه .. وبدلا من تكريمه ووضعه في المكانة اللائقة به .. بدأوا يحاربونه .. حتي لا يعلو نجمه اكثر وأكثر .. وحتي لا يدخل منافسا لهم في المناصب ..
وكانت حربا شرسة شهدت كل انواع الضرب .. في المليان وفوق الحزام وتحت الحزام .. تربصوا به في مباريات فريقه ليخسر " بفعل فاعل " لكي يقولون انه فشل .. تخلي عنه الكثيرون .. فقد كان التيار ضده قويا .. ووصل الامر الي تفصيل لوائح تطبق عليه وحده ..
وجد ان معركته غير متكافئة .. فترك لهم " الجمل بما حمل " .. ورحل حاملا موهبته ومهاراته وقدراته التدريبية الفائقة الي ارض الله .. واستقر في دولة الإمارات الشقيقة مدربا للنادي الأهلي بها .. ليبدأ رحلة نجاح جديدة .. واستطاع علي مدي سنوات قاربت العشرين ان يتألق ويحقق مع فريقه كل البطولات التي شارك فيها .. ضاربا رقما قياسيا لم يحققه اخر .. وعاد اسمه يلمع مجددا كأحد أفضل المدربين المصريين .
ولكن المتربصين به عادوا يتحسسون كراسيهم خوفا من عودة شمس جمال للسطوع فتطيح بهم .. فحاربوه حتي وهو خارج الحدود .. ولأنه لا يجيد أساليب اللعب غير النظيف .. نجحت خطط ابعاده في الوقيعة بينه وبين المسئولين عن ناديه بالامارات ..
وعاد الي وطنه .. حزينا .. محملا بالآم الظلم .. مثخنا بجراح الغضب .. ظل يقاوم حتي دفع به المرض اللعين الي الفراش ليبدأ رحلة علاج أليمة ..
يا كابتن جمال .. باْذن الله ستخرج منتصرا .. ولن يهزمك المرض .. فأنت بطل لم تعرف الاستسلام قط في حياتك .. ومن كان في قوتك .. وصلابتك .. و صمودك .. وأخلاقك العالية .. وشخصيتك الراقية .. لابد ان يتجاوز اي محنة مهما كانت شدتها .
ادعو الله مع اهلك وأصدقائك ومحبيك ولاعبيك الذين قدمتهم نجوما ان يمن عليك سبحانه وتعالي بالشفاء العاجل و التام .
الف سلامة يا من عرفنا معه " جمال " اللعب .. و " شمس " البطولات.