المساء
هالة فهمى
لغتنا الجميلة إلي أين؟!
في إحدي المسابقات التي شرفت برئاسة لجنتها للتحكيم وكانت تتعلق بفن الرواية.. هالني ما قرأت.. فقد تعودنا في الآونة الأخيرة أن تتصدر قائمة الأكثر مبيعا والتي تحدثنا عن خدعتها في أحد صالونات المساء الثقافي اللهجة العامية الدارجة بفظاظة وفظاعة جعلتنا نصرخ.. مطالبين الإعلام والتربية والتعليم ووزارة الثقافة بحملة إنقاذ سريعة للغة العربية.. من لهجة ليتها عامية كالتي قال عنها شوقي أخاف علي الفصحي من عامية بيرم.. لكنها لهجة الليمبي.. وزمن المسخ.. وبدأنا واعني هنا المثقف الحقيقي الذي يرفض ضياع لغة الضاد خلف مخطط كبير للسيطرة علينا قلبا وقالبا.. واللغة تلك القالب لم تعد المهاجمة فيها الفصحي فقط وإنما للهجة العامية المصرية التي فتحت لنا الحدود والسدود بين وطننا العربي.. والتي كانت فاكهة اللهجات علي مستوي وطننا العربي لأنها الأقرب للفصحي.. ومن مظاهر الانهيار ما قرأت وأنا أحكم تلك النصوص.. فعلي السبيل وليس الحصر هناك أحد تلك النصوص لمتسابقة من مركز بلبيس شرقية كتبته باللهجة الشامية.. العراقية.. الكويتية.. وليس هناك أي داعي لذلك وأعني دواعي فنية.. فبطل العمل من قرية مصرية وظللت أقرأ النص المترهل حتي أجد ما يبرر اللهجة.. فشلت.. وانتقلت لعمل آخر.. طعم باللهجة الشامية.. ثم ثالث.
ثلاثة أعمال في مسابقة واحدة ضمت من الأعمال ثمانية وعشرين عملا.. ولم تعجب كثيرا فالمرحلة العمرية للمتسابقين من الشباب هي مرحلة الأعمال المدبلجة.. الهندي والتركي والإيراني.. كل هذا يدبلج باللهجة الشامية.. حتي ان بعض الأطفال الأن يعتقدون أن تلك اللهجة هي التركية.
من هنا أقول إننا جميعا نبحث عن منعطفات للسقوط.. بالممارسة والصمت والهروب.. جميعنا يشارك ويكتفي بالتنظير وتقديم الحلول مع أكواب الشاي وربما مباسم الشيشة وربما عبر شبكات التواصل ولكن الحل غائب لغياب العقل والانتماء والحب.. حين يغيب الوطن عما سبق ويغترب داخلنا فلن نتعرف لهجته ولا لغته ولا قسماته.. نضيع فيه مثلما ضاع فينا.
فهلا تمسكنا بلغتنا الجميلة التي ستكون كالخريطة الجينية تعيدنا مرة أخري بعد الغربة ومرارة القهر.. هلا نفيق.. فهي لغة القرآن.. لغة الشعر.. هي نحن جميعا في ألف.. باء وأهمها ضاد.. لنفيق يا أمة اقرأ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف