المصرى اليوم
عباس الطرابيلى
أهل الثقة.. أم أهل الخبرة؟«2-2»
واضح أن الأزمات التى واجهت عبدالناصر جعلته يعتمد أكثر على العسكريين.. ها هو بعد انفصال سوريا عن مصر فى سبتمبر 1961 يعتمد أكثر عليهم.. ووجدناه فى أول حكومة برئاسته عقب الانفصال يضم إلى حكومته هذه: البغدادى.. عامر.. زكريا.. الشافعى.. كمال الدين حسين.. على صبرى.. ثروت عكاشة.. كمال رفعت.. عباس رضوان.. د. حاتم.. عبدالمحسن أبوالنور.. صلاح هدايت.. حسين ذوالفقار صبرى.. عبدالوهاب البشرى.

ثم وجدنا على صبرى - وكان قد أصبح وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية بعد أن كان مديراً لمكتب عبدالناصر - يصبح رئيساً للحكومة فى سبتمبر 1962، ودخلها مع كل السابقين طلعت خيرى، وصدقى سليمان، وتولى الداخلية اللواء عبدالعظيم فهمى.. وسمير حلمى، ثم كانت حكومة زكريا محيى الدين بعدها وشهدت ضم عسكريين جدد فيها، منهم، محمود يونس، ودخلها شعراوى جمعة وزيراً للدولة، وحمدى عبيد للإدارة المحلية، ونورالدين قرة، وأمين هويدى للإرشاد.

عقب هزيمة 1967 رأينا زيادة توغل العسكريين فى الحكومات.. وبالذات فى الحكومة التى جاءت برئاسة عبدالناصر نفسه، إذ ضمت كل أهل الثقة السابقين وهم محيى الدين، الشافعى، على صبرى، صدقى سليمان، كمال رفعت، أبوالنور، محمود يونس ثروت عكاشة، البشرى، محمود رياض، شعراوى، قرة، هويدى، كما ضمت غيرهم من العسكريين منهم: أحمد توفيق البكرى، محمد فايق، كمال هنرى أبادير، وأمين شاكر، ودخلها الفريق محمد فوزى وزيراً للحربية.. وفى الوزارة التالية برئاسة ناصر أيضاً ضم بجانب كل هؤلاء: حمدى عاشور للإدارة المحلية، وحسن التهامى، وسامى شرف، وسعد زايد، وهى الوزارة التى دخلها محمد حسنين هيكل وزيراً للإرشاد القومى فى إبريل 1970.

■ ■ وقبل أن ندخل إلى العصر الساداتى هناك ملاحظة مهمة لابد من ذكرها، ففى عام 1966 خشى عبدالناصر أن يتأخر إنجاز مشروع السد العالى، وأصابته الحيرة فيمن يرأس حكومة مصر، هل يختار م. محمود يونس، بطل تنفيذ قرار تأميم شركة قناة السويس - وهذا يحسب للرجل - أم يختار م. صدقى سليمان وزير السد العالى ليكمل الإتمام.. ويومها قال: لقد نجحنا فى المشروعات الكبرى.. ولكننا فشلنا فى إدارة مستشفى قصر العينى.. وكان كلاهما من العسكريين.. واختار عبدالناصر المهندس صدقى سليمان ليكون رئيساً للحكومة رقم 81 يوم 10 سبتمبر 1966، وكان هذا تأكيداً لفكرة صارت مذهباً هى: أهل الثقة!!

■ ■ ولكن الوضع تغير بعد تولى أنور السادات رئاسة الدولة.. ونلاحظ طوال فترته «تغلب» فكرة «مدنية المسؤولية»، فنجده يختار ثعلب الدبلوماسية العربية محمود فوزى ليرأس الحكومة 4 مرات!! ثم الدكتور عزيز صدقى رئيساً للحكومة بعده، ووجدنا حكومتين برئاسة السادات لإعداد الدولة للحرب، ولكنه يعود إلى الرئيس المدنى للحكومة باختياره عبدالعزيز حجازى «سبتمبر 1974»، ومصطفى خليل فى أكتوبر 1978 «مرتين» فدخلنا بذلك عصر أهل الخبرة.

وغداً نشرح هذا التطور ونرى لمن صارت الغلبة.. فيها وبعدها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف