محمود رشاد
أصل الحگاية - رياضيون من ورق !
خمسون عاماً قضيتها في ملاعب الرياضة، أولاً لاعب صغير ثم شاب فرجل، عرفت كثيراً من الشخصيات الرياضية المرموقة، وزاملت كثيراً من الألعاب المختلفة، ابتداء من كرة القدم ومروراً بألعاب الكرة الأخري والألعاب الشهيدة وانتهاء بالتجديف، اشتركت في العديد من البطولات، ودرست الصحافة والإعلام فعملت في التحرير الرياضي مامكنني من الاستمرار والارتباط بالرياضة روحاً وجسداً وعلاقات إنسانية.
في أرض الواقع لمست أشياء غريبة، وبحكم عملي في عدد من البلدان لاحظت ان في مصر ظاهرة غريبة، وهي أن من يصل إلي دوائر الادارة الرياضية في معظمهم لاعلاقة لهم بالرياضة، أو قل ان علاقتهم كانت مجرد "مسحة" أو هواية أو حتي ادعاء، وهذه مشكلة كبيرة..
تجد مثلا مقعد رئيس اللجنة الاوليمبية، راجل مالوش علاقة بالرياضة ، وتجد وزير رياضة مجرد لعب كرة طائرة في فريق الفصل في المدرسة، وتجد رئيس اتحاد لم يلبس في حياته "شورت" رياضي، أو قل ان كل علاقته بالرياضة انه حصل علي مجموع ضعيف في الثانوية العامة فدخل معهد الرياضة، "وكسبوبة" عمل حكماً بحكم دراسته ثم قفز إلي مقعد المتحكم في لعبة كبيرة يمارسها آلاف وتصرف عليها ملايين.. بالذمة ماذا تنتظرون من مثل هذا الواقع المرير؟!
بالطبع لازم تكون هناك "لخبطة" وفوضي وقلة قيمة.. الرياضيون الحقيقيون ينخرطون في الحياة العامة وينشغلون بهمومها.. وانصاف رجال وشخصيات من ورق وكرتون تقفز فتقعد في المقعد العالي.. بعضهم ساعدهم قرابتهم بأصحاب النفوذ والحكام، وبعض أخر مكنه ماله من الطمع في كل شيء.. فلماذا لايأكل الرياضة ايضاً.
في ظل حقبة أري فيها مصر مقبلة علي مكانة مرموقة تستحقها بحكم تاريخها ومساحتها وسكانها وموقعها وأخيراً بالرجل الفاضل الذي يرأسها عن جدارة.. لابد ان كل شيء يوسد الي أهله.. مثلما يتدخل الرئيس السيسي ورئيس الوزراء النشيط في اختيار الأفضل، يجب أن ينظروا لحال الرياضة والفوضي التي تعج بها اركان مؤسساتها.. في قيادات رياضية "حرامية"، وفي قيادات اخري "معندهاش فكرة".. وفي مسئولين ربما يكونوا متعلمون ولكن علامهم وثقافتهم ليس فيها رياضة.. مرة كتبت من شدة غيظي من كثرة الرجال الفسدة: إن مصر محتاجة لاختبار الكاوتشوك لكي تفرز مسئوليها.. فمعظمهم مثل فردة الكاوتش "المخرومة" لايصلح للعمل، وإصلاحه لافائدة منه..
يا أبناء مصر الحديثة، ويا ايها القادة المخلصون .. لاتتركوا الفسدة وانصاف العالمين في مواقع القيادة.. هؤلاء لايمكن تسميتهم إلا بانهم :رجال من ورق".