المساء
أحمد سليمان
ملفات مهمة يحملها الرئيس خلال زيارته لأمريكا
عندما يتسابق كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب المرشحين للرئاسة الأمريكية للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء زيارته لنيويورك لحضور فعاليات الدورة الواحدة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل فإن ذلك يدعونا للفخر. لأنه يحمل معني واحداً هو أن المرشحين الاثنين يعلمان تمام العلم حجم مصر وثقلها وتأثيرها علي المستوي العربي والإقليمي والدولي. وأن لقاء الرئيس السيسي يمثل نقطة محورية لحسم قضايا كثيرة. خاصة بعد ما ثبت بالأدلة والبراهين صحة موقف الدولة المصرية من قضايا كثيرة وفي مقدمتها إرهاب جماعة الإخوان. وأن حل الأزمة السورية لايكمن في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإسقاط الدولة السورية. وأن نجاح مصر في حربها علي الإرهاب بسيناء يؤكد صحة أسلوبها وطريقتها في مواجهة الإرهابيين وليس ما كانت تفعله الولايات المتحدة وحلف الناتو بسوريا وليبيا والعراق.
الأسبوع المقبل سوف يشهد نشاطاً مكثفاً للرئيس في الولايات المتحدة ولن أسرد عدد اللقاءات التي تم إدراجها ضمن برنامج الزيارة. ولكن يمكن التأكيد علي أن زيارة الرئيس للولايات المتحدة هذه المرة سيكون لها آثار إيجابية علي المستويات السياسية والاقتصادية.
تأتي زيارة الرئيس وسط اضطراب العلاقات الأمريكية مع الشقيقة السعودية بسبب القانون الذي وافق عليه مجلس النواب الأمريكي والذي يسمح بمقاضاة المملكة وطلب تعويضات لأسر ضحايا الإرهاب ومنها أحداث الحادي عشر من سبتمبر. كما تأتي بعد توقيع الاتفاق الأمريكي - الإسرائيلي الذي يقضي بزيادة حجم المعونة العسكرية الأمريكية لإسرائيل من 2.1 مليار دولار في العام إلي 3.8 مليار دولار في العام بإجمالي 38 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
تحمل الزيارة أيضاً هموم مصر بشأن الحملة المسعورة من الإعلام الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي ضد مصر وجيشها ونظام الحكم فيها لمحاولة زعزعة الاستقرار بها ومنه استضافة الولايات المتحدة للإعلامي المصري الممسوخ الذي حصل علي الجنسية الأمريكية ويحاول بشتي الطرق توجيه الإهانات تلو الأخري لمصر وقائدها وشعبها وحكومتها.
أعتقد أن الرئيس سيكون حاسماً في التعامل مع الملفات المهمة المطروحة للنقاش سواء مع المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية أو مع المنظمات الأمريكية وممثلي وسائل الإعلام هناك. أو خلال لقاءاته مع قادة وزعماء العالم المشاركين في هذا المحفل. أو حتي خلال كلماته العلنية أثناء رئاسة مصر لجلسة مجلس الأمن حول الأمن والسلم بمناسبة رئاسة مصر لمجلس الأمن خلال شهر سبتمبر الحالي. وهذا إنجاز آخر سيراه متابعو الاجتماعات من كل بقاع الأرض.
مصر الآن تحدد علاقاتها مع دول العالم بما يتوافق مع مصلحتها. فلا تبعية ولا وصاية من أحد عليها. وهذا يتضح تماما من القرار الذي اتخذته مصر بمنع استيراد القمح الروسي لأنه مصاب بالأرجوت علي الرغم من العلاقات المصرية الروسية التي تمر بأفضل مراحلها وهو ما جعل الكيان الروسي يهتز للقرار المصري وتعلن وزارة الزراعة الروسية أن القرار المصري لن يؤثر بالسلب علي الصادرات الروسية من القمح.
أرجو أن يتابع كل مصري ما سيحدث في نيويورك خلال الأسبوع المقبل ليعرف قيمة مصر بين دول العالم كيف أصبحت بعدما أراد لها ندامي الحال زوالها من الوجود. ولكن الله حافظها. ولن يتركها للكلاب المسعورة تنهش فيها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف