الجمهورية
بسيونى الحلوانى
مخدرات "دليفري" وزحام علي الخمور!!
من المدهش والمزعج والمؤسف ان يصطف عشرات المواطنين من أهالي مدينة المنصورة معظمهم من الشباب كما نقل لنا أحد المواقع الاخبارية الشهيرة ليلة عيد الاضحي أمام محلات بيع الخمور في المدينة وان تحدث مشاحنات ومشاجرات بين الواقفين بسبب أولوية الحصول علي الخمور خاصة الأصناف الشهيرة منها لكي يستمتعوا بها في العيد بدلا من الاستعداد لصلاة العيد في ليلة مباركة وتهيئة انفسهم للقيام بواجب صلة الرحم وما يفرضه عليهم الاحتفال بالعيد من واجبات انسانية واجتماعية وأسرية!
وعلي مواقع خبرية أخري تتعدد الاخبار التي تؤكد حملات رجال الشرطة علي مراكز وأوكار بيع المخدرات وملاحقة تجارها الذين نشطوا قبيل أيام العيد لتوفير كل الأصناف للمصريين لكي يقضوا عيدا سعيدا كله بهجة ومزاج!
وعلي احدي الفضائيات قال أحد المواطنين البسطاء بتلقائية شديدة قبل العيد بأيام لمراسل القناة الذي سأله عن وسائل الاحتفال بالعيد وأهمما يحرص علي توفيره قبل قدوم المناسبة الطيبة: بشتري لحمة للولاد وأنا بجيب المزاج بتاعي.
ولما فهم المذيع الاجابة وسأله عن كيفية الحصول علي المخدرات واهم الاصناف المتداولة في العيد قال: والله يا بيه المخدات متوفرة بكميات كبيرة ولكن أكثر الاصناف طلبا في الأعياد هو البانجو فهو المرغوب من الشباب وبيتباع في الشارع وممن يوصلك "دليفري" والحمد لله رغم أزمة الدولار فالأسعار كما هي!!
***
بالتأكيد.. ما سبق مجرد اشارات مما هو منشور ومذاع علي وسائل اعلام مصرية وليس من قبيل شائعات الإخوان حول المخدرات والخمور في بلد يكافح معظمه لتوفير رغيف العيش وكام كيلو سكر وأرز وكيلو لحمة أو فرختين لادخال البهجة علي الأولاد في العيد.
اصحاب المزاج في مصر لم يعودوا قلة ولم يعد المزاج يرتبط بالحالة الاقتصادية فقد اشارت دراسة حديثة إلي أن معظم متعاطي المخدرات في مصر هم الشباب المطحون الذي يعمل علي تكاتك أو في ورش حرفية أو يجلس بدون عمل ويدفع ثمن الزفت الذي يتعاطاه يوميا من المصروفات الذي يحصل عليه من والده الذي لا يعرف كيف يدبر طعام الاسرة وشرابها شهريا ويعمل ليل نهار حتي لا يمد يده لأحد.
اصحاب المزاج في مصر يتزايدون بشكل مزعج وهم يعيشون في رغد من المخدرات حيث يوجد اكثر من عشرة اصناف - كما صرح أحد تجار الكيف - معظمها يأتي من الخارج ويدفع فيها مئات الملايين من الدولارات سنويا وتقارير مؤسسات الدولة البحثية والأمنية حول حجم المخدرات المتداول في مصر واعداد متعاطيها يؤكد ان سلاح الارهاب.
***
كل ما سبق يؤكد ان الدولة من خلال اجهزتها الأمنية المتعددة لا ينبغي ان تغفل عن تجار ومتعاطي المخدرات وان أجهزة الشرطة لا ينبغي ان تطارد بائعي السميط في الشارع وتحاسبهم علي ما يرتكبون من فوضي وتغمض عيونها عن تجار الكيف الذين ينتشرون في كل المدن وعلي الطرق الرئيسية بين المحافظات ومن الممكن ان يوصلوا لزبائنهم الكيف في أي مكان يتواجدون فيه "دليفري".
المخدرات اصبحت من وسائل استهلاك الدولار في مصر ومن الأسلحة الخطيرة التي يحاربنا بها اعداء مصر وما اكثرهم واحقرهم ومن الاسباب الرئيسية لحوادث الطرق وارتكاب الجرائم الأسرية لذلك لا ينبغي ان نعتبرها مجرد نمط من انماط الجريمة ومخالفة القانون ولابد ان يكون جهاز مكافحة المخدرات قويا ومسلحا تسليحا جيدا ويتمتع رجاله بخبرات ومعارف تساعدهم في الوصول إلي هؤلاء الذين يجلبون ويروجون هذه السموم بين المصريين.
لا ينبغي أبدا ترك تجار المخدرات يمارسون جرائمهم بترويج المخدرات بين الشباب بهذه البساطة دون ملاحقتهم طوال الوقت ومن المؤسف ان يرد شاب بسيط علي سؤال دون ملاحقتهم طوال الوقت ومن المؤسف ان يرد شاب بسيط علي سؤال مذيعة بكيفية الحصول علي البانجو ويقول لها علي أول الشارع يجلس ولدين علي قهوة يعرفهم الجميع ومعاهم البانجو ويبيعوا لكل من يريد.
***
مصر ليست مستهدفة بالارهاب فقط ومخططات اعداء مصر لا تقف عند الاطاحة بنظام سياسي يقف في طريق مصالحهم ويعرقل مخططاتهم لكنهم يستهدفون أولا وأخيرا تخريب هذا الوطن من الداخل بكل الوسائل والانتقام من هذا الشعب بكل ما يستطيعون من وسائل انتقام.. وليس هناك اسهل من تخريب مصر وهدم طاقتها الانتاجية ونشر العنف والجريمة بها من سلاح المخدرات.
ننتظر سياسة أمنية جديدة في التعامل مع المخدرات ننتظر خططا أمنية لجمع تجار السموم الذين يعرفهم الجميع وينتشرون في كافة المدن والأحياء ويمارسون جرائمهم ضد الوطن وأمنه وشبابه واقتصاده بكل بجاحة دون ان تصل إليهم يد العدالة.
المخدرات أبشع من الارهاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف