احرص دائما وغيري كثير من مواطني محافظة الغربية علي شراء الأقمشة من منتجات مصانع المحلة الكبري وخاصة الأقمشة الوطنية إذ ان هذه الشركة بتاريخها العريق ووطنيتها المعهودة وصمودها أمام المنتجات الأجنبية منذ وجودها علي يد الاقتصادي العظيم طلعت حرب وحتي فترة ليست بالقصيرة بعد ثورة يوليو 1952 لها في قلب كل مصري وفي قلبي علي وجه الخصوص فخر ومجد يوازي الفخر والمجد بجيش مصر العظيم في انتصاره بقيادة أنور السادات علي اليهود في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر سنة 1973 وكان انتاجها يملأ أوروبا وبلاد العالم المتقدم لجودته وحسن صناعته إلي أن ضاعت ثروتنا القطنية وصناع المجد الصناعي الذي حققناه يوم ان تخلينا عن زراعة القطن طويل التيلة إلي زراعة القطن قصير التيلة وتوقف كثير من ماكينات المصانع لعدم تواجد القطن الذي تعمل به ويتمشي مع حالتها وفي احدي فروع تعاون غزل المحلة الذي يعرض منتجات الشركة لاحظت هدوءا وسكونا لا تعرفه الحركة التجارية النشيطة والتي كنا نشاهدها بفروع التعاون سابقا ولا يوجد التزام علي شراء المنتجات كما كنا نشاهده ونسر به.
في حديث مع بعض العمال الذين جلسوا في هدوء وخمول سمعت شكاواهم بخصوص قلة المعروضات وعدم تنوعها.. الا انهم ركزوا حديثهم عن الفروق الرهيبة في مرتباتهم مقارنة بعمال المصانع.. انهم معرضون للنقل لأي فرع من فروع التعاون مقابل بدل انتقال لا يكفي وجبة افطار.. صحيح الشركة توفر لهم السكن في البلاد التي ينتقلون إلي العمل بها لكن مرتباتهم ضئيلة للغاية مقارنة بأقرانهم في المصانع.. قال أحدهم: ان فروقا هائلة بينهم وبين زملائهم الذين يتقاضون أرباحا حتي ولو لم تحقق الشركة اي ارباح وانهم لا يتقاضون ارباحا حتي ولو ربحت فروع التعاون أرباحا ضخمة.
اضاف آخر هل تصدق ان زميلا لهم في المصانع عين في ذات الوقت الذي عين فيه بفروع التعاون يتقاضي راتبا يزيد اكثر من ألف جنيه عما يتقاضاه من التعاون كيف يكون ذلك ويقوي أحدهم علي النشاط في البيع وعرض البضائع علي المترددين في الفروع ولماذا هذه الفروق الرهيبة بين العمال في جهة واحدة.
يذكرني ذلك بالفروق التي كانت بين العاملين بالهيئة العامة للتأمين والمعاشات وبين العاملين بهيئة التأمينات الاجتماعية وبين مأموري الضرائب العقارية وبين مأموري الضرائب العامة وبين ضرائب المبيعات وهكذا في جهات أخري داخل وزارة واحدة مثل ذلك يشعر العامل بالاحباط النفسي لوجود ظلم بين.. هؤلاء لهم اسرهم التي تركوهم في بلادهم ولا اتصال بهم الا في اجازات يحصلون عليها للاطمئنان علي ذويهم وغيرهم من العاملين في مقر الشركة ينعمون في بيوتهم كل ليلة.
كل ما يطمع فيه هؤلاء العاملون بتعاون غزل المحلة هو المساواة مع زملائهم في المصانع إذ ان كلا منهم يؤدي واجبه علي الوجه الأكمل مما يشعرهم بالقهر بسبب الفروق المالية.
إذا كان العاملون بالمصانع يقدمون الانتاج فإن العاملين في تعاون غزل المحلة هم الذين يسوقونه ويقدمونه للناس. هذه الفروق جعلت العاملين في فروع التعاون يتهاونون في مقابلة العملاء ولا يبذلون الجهد المطلوب لاحساسهم بضياع حقوقهم ولعدم مساواتهم بزملائهم وضياع العدل بينهم فهل تكون هذه الكلمة سببا في رعاية هؤلاء والوقوف علي مشاكلهم وحلها لتعود الحركة ويدب النشاط في فروع تعاون غزل المحلة علي مستوي الجمهورية.. أرجو ذلك.