الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
مباراة الإمارات.. والسياحة
أقيمت مباراة السوبر الإماراتي لكرة القدم بين فريقي أهلي دبي والجزيرة الإماراتي في مصر بعيدا عن الإمارات.. لم تكن مباراة عادية مباراة تقام لأول مرة خارج الحدود الاماراتية للمنافسة علي أهم كأس محلية للحصول علي أكبر الألقاب الكروية.. مباراة كانت علي موعد مع التاريخ والمقابلة بقاهرة المعز لذا كان حرص الفريقين وجماهير الفريقين ولمحبي الكرة في كل انحاء الإمارات كان الحرص والاثارة والشغف لمن سيحصل علي الفوز بالنسخة الاستثنائية من المسابقة المحلية.
كانت مباراة كرة قدم محلية.. ولكنها شدت آذان وعيون دولة شقيقة بأكملها لمدة لاتقل عن اسبوع تتابع ما قبل وأثناء وما بعد المباراة المقامة علي أرض مصر الآمنة السعيدة باستضافة اشقائها خير استضافة.. لا أدري كم من شعب الإمارات جاء لمشاهدة المباراة في الملعب أو خلال الشاشة المصرية ليكونوا قريبين من ابنائهم ولكني استطيع ان اقول ان هذه المباراة كانت خير دعاية للسياحة المصرية هذه المباراة كانت الرد العملي علي كل الاشاعات التي احاطت بالسياحة في مصر.. استطيع ان اقول ان مثل هذه المباريات تعمل دعاية للسياحة خيرا من وزارة السياحة لمدة عام!! هذه المباريات الخارجية التي تهم شعوبا أخري خير من مكاتب السياحة المنتشرة في عواصم أوروبا وأمريكا.
***
الرياضة والفن ممكن ان تجذب سياحا بالملايين أكثر من مكتب في باريس في شارع الشانزليزيه فوق الرصيف مباشرة ليري صور الآثار كل المارة.. هذا المكتب قيل لي عام 1984 حينما كنت مرافقا لزوجتي المريضة - قيل لي ان المتر في هذا المكتب يساوي مليون فرنك فرنسي.. كان هذا منذ أكثر من ثلاثين عاما فما هو ثمنه الآن!!
مباراة كرة قدم بالذات مع ناد كبير مشهور له شعبية في بلده وفي أوروبا مثل مباريات ريال مدريد أو برشلونة أو غيرها.
مباراة مع منتخب دولة أجنبية أخذ بطولة أولمبية أو عالمية - كما كان يفعل محمود بدر الدين زمان - خير من كل مكاتب السياحة الخارجية والداخلية أيضا.. النمسا بقيادة أوتسفرك خير لاعبي أوروبا فازت ببطولة الأولمبياد كانت في نفس الاسبوع في القاهرة تلعب مع منتخب مصر وفازت علينا بالعافية بهدف يتيم.. هذه المباريات التي لها صدي في العالم خير دعاية للسياحة في مصر ولكن تعمل لي بطولة شطرنج والاسكواش وبطولات تانية خايبة.. لا.. شكرا.
***
ماذا لو اتفقنا مع مغن عالمي مشهور ليغني علي سفح الأهرام بجوار أبوالهول وتم البث المباشر علي كل الفضائيات.. ما حجم هذه الدعاية السياحية التي سنجنيها.. وسبق ان جربنا هذه الحكاية بالذات.. واذكر كم مرة نقل التليفزيون علي الهواء وقوف السيدة الفاضلة جيهان السادات لتصفق بحرارة لخير مغن عالمي.
لماذا لا نعيد مثل هذه الحفلات ويكسب الجميع بما فيهم الضرائب وايراد الحفل وعودة السياحة ستنتفخ الخزانة بدلا من التسول من صندوق النقد الدولي.
علي فكرة هناك كاريكاتير رائع في "المصري اليوم" في عدد الأربعاء.
مندوب صندوق النقد الدولي في مصر يتحدث مع رئيس البنك ليقول له: الحق يا افندم.. البلد اللي طالبة تستلف مننا طلع عندها فلوس بالهبل.. وهاتك يا أكل في خرفان ولحمة.. نخليهم هما اللي يسلفونا!!
وهذا خير ختام.. ان نضحك!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف