شوقى حامد
الحقائق تتكلم .. دوائر الأمل
دوائر الأمل
مع توضيح النتائج ونزيف النقاط الذى يواكب الفريق الأول للأهلى فى البطولة الرسمية بدأت دوائر الأمل لدى جموع الجماهير العاشقة للزى الأحمر تتلاشى ويخفت بريقها وحل محلها غلالات الاحباط ودب اليأس فى النفوس وتسريب القناعات بأن الدرع الغالى قد يفلت وأن البطولة المحببة قد تهرب .. فالأهلى وبعد الجولة الرابعة والعشرين التى جمعته بالاسماعيلى بالجونة فقد 23 نقطة بخسارته لثلاث مباريات وتعادله سبع مرات ويقبع فى المركز الثالث بفارق ثمان نقاط عن صاحب المقدمة الذى تنامى رصيده الى 48 نقطة .. ورغم أن المسافة النقطية ليست بالشاسعة وأن الفاصل فى الترتيب ليس واسعا غير أن العروض والأداء لا يعمقان الاطمئنان ولا يوحيان بالثقة ..
عتبت الجماهير بشدة على الأداء البطئ والايقاع الهادئ والأخطاء العديدة التى وقع اللاعبون فيها والتى كانت كفيلة بتقدم الدراويش بعدة أهداف فى الشوط الأول لولا بسالة شريف اكرامى وتغطيته والدعم الهائل الذى لقيه الأهلى من السماء وتسبب فى الحفاظ على الشباك من الاهتزاز سوى مرة واحدة .. صحيح تغير الحال نسبيا فى الشوط الثانى بعد التغييرات التى شارك من خلالها محمد رزق ومحمد هانى وكذلك انخفاض المستوى البدنى للمنافس لعدم قدرة لاعبيه على ترشيد الجهد وتوزيعه على فترات المباراة وهو ما استطاع الأهلى من خلاله احراز هدف التعادل من ضربة جزاء صحيحة تسبب فيها ونجح معها مؤمن زكريا فى التعادل .. وتغشى جماهير الأهلى سحابات وغمامات داكنة تتفاقم مع استمرار حالة التذبذب والتواضع فى العروض والنتائج ..
ولم ينجح التصريحات الرائعة التى يطلقها الكابتن علاء عبد الصادق المشرف على الكرة هنا وهناك فى التخفيف من معاناة الجماهير والتسرية عنهم والتأكيد لهم أن الدرع لا يزال فى الملعب وأن البطولة لم تهرب بعد والاستدلال على كلماته بأن الفاصل النقطى كان قد بلغ فى احدى المواسم الى أكثر من عشر نقاط ومع ذلك تمكن الأهلى من التعويض وينجح فى النهاية من حصد الدرع .. ولابد من أن نؤدى دورنا الواقعى وأن ندلى بدلونا الايجابى فى هذه المسألة الخلافية فنحن نشعر بالجماهير وننقل صوتها ونعبر عن رأيها بوضوح وصدق دون تزويق أو تنميق .. كما أننا ورغم المشاركة الوجدانية التى تغشانا بوصفنا من ضمن الجموع التى تحب الأهلى وتتحفظ على مسيرته وتتخوف من استمرار نزيف النقاط غير أننا لا يمكن أن نتهم الكابتن علاء عبد الصادق بالتزيد أو المبالغة أو نصوره على أنه خيالى وحالم ..
فالدرع فعلا لا يزال بالملعب ولابد لأن يعود الى حصن الجزيرة أن نعلن حالة الطوارئ القصوى فى الربوع وأن نشحذ الهمم ليس بين عناصرنا فحسب وانما أيضا مع الأصدقاء الذين نحتاج لمعونتهم .. فالفارق النقطى لا يحتاج لتحقيق المكسب فى كل مبارياتنا القادمة وكأنا مباريات كئوس وانما أيضا لاستنفار جهود الآخرين لتحقيق نتائج ايجابية مع المنافسين والى أن يحدث هذا فى الأيام والأسابيع التالية التى نتصور أنها ستمضى بطيئة وئيده عسيرة على جماهير الأهلى لابد أن نتزرع بالصبر ويتحلى الآخرون بالصمت .. فأحيانا تتسبب التصريحات الوردية فى اثارة مشاعر الاستفزاز لأنهم يحسون أنها تصدر دون خلفيات واقعية أو أرضيات حقيقية وأنها مجرد كلام لا يغنى ولا يسمن من جوع .