محمد أمين المصرى
مستقبل الوطن العربى فى مكتبة الإسكندرية
فى محاولة لسد العجز فى مساهمة الدوائر الأكاديمية والسياسية العربية فى إدارة وحل النزاعات التى يشهدها عالمنا العربى ، نظمت مكتبة الإسكندرية مؤتمر «مستقبل المجتمعات العربية...المتغيرات والتحديات»، ليكون مدخلا لفهم التغيرات الاجتماعية والسياسية والعسكرية التى شهدتها منطقتنا أخيرا..المؤتمر استهدف رسم سيناريوهات بديلة للمجتمعات العربية تساعدها فى تجاوز محنتها الراهنة، وعلى رأسها كيفية مواجهة آفة التشدد والتطرف والإرهاب فى عالمنا العربي، حيث لم تستثن دولة من شرورها.
ومن المهم بمكان الإشارة هنا الى مناقشة المشاركين حالة الازدواجية التى أدمنها العقل العربى، ناهيك عن التدخل الأجنبى فى قضايا المجتمعات العربية، بما يهدد مستقبل الدولة الوطنية.
المفيد فى مؤتمر مكتبة الإسكندرية هو تأكيده أن الوقت لم يفت بعد، إذ أمام الشعوب العربية فرصة لتشكيل مستقبلها، حتى لا يكون مفروضا عليها من الخارج. مبعث هذا التفاؤل هو عناصر القوة الكامنة لدى المجتمعات العربية وتتمثل فى أجيالها الشابة، التى تحلم بالحرية، بالغد الأفضل، وتسعى لتحقيق حلمها بأدوات عصرها .
وبمناسبة الشباب، ركز الدكتور خالد ميار الإدريسي، رئيس المركز العربى للدراسات الدولية والمستقبلية بالمغرب، فى استعراضه لعالم الشباب العربى على ضرورة فهم شخصية أجيال الحاضر حتى نصل لطريقة تفكير شباب الأجيال المقبلة، وربط أجيال المستقبل بالتحولات العالمية، كما أنه لا يمكن بناء أجيال مستقبلية عربية بمعزل عن التأهيل الروحي. وبالإضافة الى التحديات التى تواجه الشباب فى المستقبل، لفت الإدريسى الانتباه الى تحديات خاصة بالشباب العربي، ومنها الانغماس فى العوالم الافتراضية، والتحول المفرط للأنماط الاستهلاكية، والأهم تجاوز «وضع الإهانة والاحتقار» هو أخطر تحد يواجه الشباب العربي، فهناك مخاوف من وجود جيل مستقبلى عربى مسلوب الإرادة وقابل للتوظيف من أى جهة بشكل سلبي.
ولكن ثمة سيناريو متفائلا وضعه الإدريسى حيث توقع وجود «جيل المناعة»، وهو الذى يتمتع بهوية صلبة مؤمنة بالانتماء للعالم العربي.. هذا مع ضرورة توفير عدد من الشروط عند التخطيط لمستقبل الأجيال المقبلة، أولها الشرط السياسي، أى منح الشباب القدرة على التغيير فى المسارات المحلية والإقليمية والعالمية. ثانيها، وهو الشرط المعرفي، بحيث يتم توفير المصادر المعرفية المختلفة التى تشكل وعى الأجيال المقبلة..قال الإدريسى الكثير ولكن هل يعى القادة العرب ما قاله؟