لويس جرجس
أطفال التكاتك.. وأبطال مصر الحقيقيون
- نشرت صحف الاسبوع الماضي تصريحا لافتاً للنظر للواء عادل زكي مساعد وزير الداخلية. مدير الإدارة العامة للمرور يقول فيه ان شوارع مصر يسير فيها حوالي 2.3 مليون توك توك يعمل عليها نحو 2 مليون طفل دون الثامنة عشر من العمر!
رقم التكاتك مفزع خصوصا انها وسيلة انتقال تعمل دون ترخيص رسمي من الحكومة حتي الآن حيث أضاف مدير الإدارة العامة للمرور في تصريحه ان المرخص من إجمالي التكاتك 200 ألف مركبة فقط أي ان أكثر من مليوني مركبة تسير بطريقة عشوائية لا يمكن مراقبتها أو السيطرة عليها ويمكن لسائقيها ارتكاب كل أنواع الجرائم دون محاسبة.
التصريح يتضمن رقما آخر مفزعا حيث يقود التكاتك مليونا طفل يحدثون مزيداً من الفوضي التي تعاني منها شوارعنا أصلاً وتحدثها جميع أنواع المركبات التي يمتلئ بها الشارع المصري وهو ما يجب أن يفتح الباب لتساؤلات كثيرة حول مستقبل هؤلاء الأطفال التعليمي والعملي وحول أسرهم التي تركتهم لهذا المصير تحت وطأة الحاجة إلي من ينفق عليها لمواجهة متطلبات الحياة القاسية.
في المقابل يمكن النظر إلي القضية من زاوية مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب ووصلت إلي نسب غير مطمئنة. فمن ناحية يمكن اعتبار التكاتك قدمت حلاً ولو جزئياً لمشكلة البطالة حيث وفرت مليوني فرصة عمل ومن ناحية أخري فإن هذا الحل ليس مثالياً نتيجة ان من يعمل عليها أطفال وليس الشباب العاطل ممن هم في سن العمل.
مطلوب أن تأخذ الأجهزة الرسمية تصريح اللواء عادل زكي مأخذ الجد فتبحث عن حلول عملية لما يسببه هذا العدد من التكاتك ومن الأطفال الذين يعملون عليها من مشكلات وفوضي ولتكن البداية بالاعتراف الرسمي بها وبالترخيص لمن يقودها بحيث ينطبق عليه شروط قائدي بقية المركبات لمنع الأطفال من قيادتها.
- أبطال مصر ذوو الاحتياجات الخاصة المشاركون في دورات ألعاب البارالمبية هم أبطال مصر الحقيقيون في الرياضة. انهم قصة فخر تتكرر كل أربع سنوات بعد عودة الأصحاء المشاركين في الألعاب الأولمبية بخفي حنين إلا من استثناءات لا تشفي غليل المصريين الذين يرقبون ملايين الجنيهات تنفق علي لاعبين ولاعبات وفرق جماعية ثم لا يجدون إلا التمثيل المشرف.
في منافسات البارالمبية الجارية في البرازيل حصدت مصر حتي الخميس الماضي ميداليتين ذهبيتين وعدداًَ من الفضيات والبرونزيات واكتسح منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس المنتخب الأمريكي 3/صفر ليتصدر المنتخب مجموعته بعد الفوز علي ألمانيا والبرازيل ثم أمريكا.
مؤكد ان الأمر يحتاج دراسة يستفيد من نتائجها "أصحاء" مصر حتي يمكنهم اسعاد شعب مصر بنتائج تساوي ما ينفق عليهم من أموال علي أمل أن تتحسن النتائج كل أربع سنوات دون فائدة.
لقطة:
مرت منذ أيام ذكري رحيل العبقري بليغ حمدي الذي لو لم يقدم في حياته سوي لحني "عدي النهار" و"المسيح" اللذين أبدعهما بعد النكسة مع الأبنودي والعندليب لكان من حقه أن يذكر اسمه ضمن الخالدين في تاريخ الفن المصري.