بمناسبة عيد الأضحي الناس تتساءل عن المستحق الحقيقي للزكاة واللحم.. السيدات المتخفيات في الملابس السوداء يضعن شوال الخيش الواسع الطويل في ظهر المسجد ليأخذن اللحم وتضعها السيدة في الشوال وترسل ابنتها الصغيرة التي كانت تحرس الشوال لتأخذ لفة لحم أخري وهكذا في عدة مساجد لتملأ السيدات الشوال بأحسن وأغلي لحم لتبيعها بأغلي سعر!!
نراقب من بعيد هذه المناظر ونتساءل: أين المستحقون الحقيقيون.. أين محدودو الدخل الحقيقيون الذين كل يوم كل الصحف تتحدث عنهم؟؟!! الدعم الذي يبتلع معظم الميزانية هل يصل فعلاً لمحدودي الدخل.. ومن هم محدودو الدخل أصلاً وأين نجدهم وكيف نصل إليهم.
***
هل تريدون قصة حقيقية قريبة مني؟
لي قريب قضي تسع سنوات في ألمانيا دارساً ثم مدرساً بالجامعة الألمانية!! عاد الي مصر والتحق بكلية الهندسة معيداً.. تزوج ثم فوجئ بمن يعطيه حاجة تشبه الكارنيه.. إيه ده يا ابني؟؟ بطاقة تموين؟؟ بطاقة تموين إيه يا بني.. زجاجتان زيت ونصف كيلو سمن وأكياس سكر ورز...و... و.... شكراً يا ابني مع السلامة.. تتدخل الزوجة بسرعة لتأخذ البطاقة لتعطيها للبواب.. بواب العمارة أصلا عنده بطاقة وبعض السكان يعطونه بعض تموينهم هذه صورة حقيقية لما كان يحدث بالفعل ولا أدري إذا كان هذا النظام مستمراً أم لا.
***
المهم.. لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟
لأن عندنا أحسن وأدق جهاز تعبئة واحصاء.. جهاز الكل يشهد له بالكفاءة المتناهية والعمل المستمر الدءوب.. لماذا لا يقدم هذا الجهاز أعظم خدمة للبلد كله.. خدمة الدين والدنيا.. خدمة لتحقيق هدف أهم ثورتين يتحدث عنهما العالم كله.. هذا الجهاز هو الذي يحقق العدالة الاجتماعية التي قامت الثورتان من أجلهما.. لا تقل لي الحكومة أو بنك ناصر أو معاش السادات أو الجمعيات الخيرية التي ملأت الدنيا باعلاناتها.. تفعل ذلك.. أبداً.
جهاز التعبئة والاحصاء الذي يحصي كل شيء بدقة وكفاءة يستطيع ان يحصي عدد الفقراء فعلاً.. هؤلاء الذين يستحقون فعلاً الدعم والزكاة وكل شيء.. وهم درجات.. وكل درجة تأخذ ما ينقصها.
جهاز التعبئة والاحصاء سهل جداً عليه احصاء المواليد والبطالة والأمية والانتاج والاستهلاك.. وغيرها.. ولكن صعب جداً معرفة أسرار البيوت.. صعب جداً معرفة ما بين الجدران.. ومن هنا كان التحدي.. من أجل أهم احصاء.. البلد كله ينتظره.. وبالاسم والعنوان والسبب.. الموضوع يحتاج لوقت طويل نحن 27 محافظة.. وماله.. خد وقتك ونحن في انتظارك.. الموضوع يحتاج لعمالة أكبر.. وماله.. عقود مع مئات أو آلاف لمدة سنة علي استعداد للعمل في أهم مشروع إنساني ديني وطني كل ثورات العالم قامت من أجل تحقيقه.
***
تعالوا نعيد عصر عمر بن الخطاب الذي كان يطوف طوال الليل يبحث عن جائع ليطعمه أو عريان فيكسيه أو مصاب أو مريض فيسعفه.. وعمر بن عبد العزيز وصلت عدالته الاجتماعية الي ان أصبح يبحث عن فقير في طول البلاد وعرضها فلا يجده فيبني بأموال الزكاة مسجداً أو مدرسة.
***
هل تعلم ما علاقة عمر بن الخطاب بعمر بن عبد العزيز؟؟!!
حسناً.. كان عمر بن الخطاب قد علم ان امرأة ما تغش اللبن الذي تبيعه باضافة الماء إليه.. فسأل عمر:
هل تخشين الناس يا امرأة؟
فصرخت وقالت: حاشا لله يا أمير المؤمنين.
فردت الابنة من داخل البيت قائلة: هل تخشين الناس وتكذبين أيضاً علي أمير المؤمنين يا أماه!!
هنا قرر عمر بن الخطاب زواج هذه الابنة لأحد أبنائه.. اللذان انجبا مولودا سموه عمر بن عبد العزيز خير حاكم عرفته البشرية.