الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. قنبلة.. بدائية الصنع!
عقب أي تفجير إرهابي تقول لنا الحكومة ان هذا التفجير سببه قنبلة بدائية الصنع.. أو عبوة بدائية.. وهذا الكلام يستفزني كثيراً، بل وتحول إلي نكتة بايخة.. يتندر بها الصغار، قبل الكبار.
فإذا كانت هذه القنبلة بدائية الصنع.. وأحدثت كل هذا الضرر الحقيقي والنفسي.. فماذا يكون الحال لو كانت القنبلة، أو العبوة غير بدائية.. حقاً هذا الكلام يجب أن يتوقف.. لأنه استهزاء بالعقل.. بل وضحك علي الدقون!

<< وآخر هذه الأحداث، ما حدث في التفجير الذي حدث في منطقة مدينة الإنتاج الإعلامي، ونتج عنه توقف بث معظم القنوات التليفزيونية الفضائية، عندما نجح الإرهاب في تفجير قواعد برجين أساسيين من خط نقل كهرباء الضغط العالي إلي مدينة الإنتاج.
هنا نسأل: هل تعرف وزن البرج الواحد وهو مصنوع من المعدن.. وما هو ارتفاعه وما نوع القاعدة الخرسانية التي يرتكز عليها كل برج ومم تصنع.. وكم يصل وزنها الخرساني، حتي تستطيع أن تحمل وزن هذا البرج.. وإذا لم تكن العبوة الناسفة كافية، فإن البرج لن يسقط.
<< والمهم هنا هو نتيجة عمل هذه العبوة: بدائية أو غير بدائية.. وهل نجحت في تحقيق الهدف من زراعتها.. أم كانت مجرد «قنبلة.. أو عبوة» في الهواء.. المهم هو الهدف.. وهو النتيجة.. ولذلك كفاية استهانة بعقول المصريين.
وهذه العبوات تنجح في مهمتها.. ونتائجها غالية الثمن، والثمن هنا: عملي وتخريبي ونفسي يدمر نفوس المصريين.. فضلاً عن أن ثمن هذا البرج يقدر بملايين الجنيهات، وهذا الثمن يتجاوز ثمن البرج نفسه- وهو كبير- وثمن انقطاع التيار عن أهم مرفق إعلامي، وكذلك تمزق الكابلات التي يحملها البرج، وهي الموصلة والحاملة لكابلات الكهرباء، من النحاس أو الألومنيوم، ومن الخسائر- المادية- انقطاع الكهرباء، وخسارة القنوات لحصة كبيرة من عائد الإعلانات.. وأيضاً خسائر تشغيل- ونقل- المولدات الصغيرة التي تعمل بالبترول ومشتقاته.. وغير ذلك.. مثل ساعات العمل الإضافية ليلاً لإعادة التيار وإعادة إحضار وتركيب الأبراج الجديدة وتركيب الكابلات أعلاها.
<< وما يهمني هنا هو تعبير «قنبلة، أو عبوة بدائية» فماذا لو لم تكن بدائية.. والقضية هنا هي في العبوات المؤجل تفجيرها غير التي انفجرت والهدف منها اصطياد الأفراد الذين يسرعون للإصلاح لإنزال أكبر عدد من الضحايا وهو أسلوب إسرائيلي.. إذ عقب كل غارة جوية.. كانت تعود الطائرات لقصف الموقع من جديد لإنزال أكبر نسبة من الخسائر.. وهكذا.
نقول ذلك حتي لا نستهين بسلوكيات الإرهابيين.. أو نستهزئ بعقول كل المصريين.. وهنا نتساءل: ماذا عن تأمين خطوط نقل الكهرباء علي أرض مصر.. وماذا عن تأمين أبراج الكهرباء.. ونسأل: إن الشبكة الموحدة تربط كل أنحاء مصر.. وفيها بالتالي آلاف الأبراج من مختلف الأحمال.. فهل نضع حراسة علي كل برج منها.. وكيف نؤمنها ونحميها.. الجواب هنا أن ذلك هو مسئولية المصريين جميعاً.. لأن الإرهاب يستهدف هؤلاء الكل من المصريين.. ووصول الإرهاب إلي أبراج الكهرباء معناه انه يريد أن يقول لكل المصريين الرافضين لهذا الإرهاب: نحن هنا، تحت كل برج.. بل وأمام كل قسم شرطة أو كمين من القوات المسلحة.. وحتي مديريات الأمن، وببساطة: عند كل موقع للسلطة.. هذا هو أسلوبهم ليقولوا لنا: نحن- أي هم- هنا.
<< وأرجو من كل المتحدثين الرسميين للسلطة المصرية أن يغيروا من كلمات بياناتهم.. وياجماعة هي في النهاية عملية إرهابية، حتي ولو كانت مصنوعة من بمب العيد، أو ضرب الحبش الذي يلعب به الأطفال في الأعياد.. نقصد حتي ولو كانت قنبلة صوتية مصنوعة من شوية كبريت عامود أصفر أو مجرد عبوة علبة ورنيش مملوءة بشوية مسامير أو شوك.. أو أسلاك مع مادة متفجرة.. فالمهم هو الأثر الذي تحدثه ولو كانت مجرد قنبلة صوتية، من بتوع لعب العيال.. إذ مجرد تفجيرها هو رسالة موجهة للشعب في الداخل.. وللخارج أيضاً بأنهم مازالوا موجودين.
<< مرة أخري: والنبي كفاية كلمة «قنبلة بدائية الصنع» فالحمد لله انها بدائية حتي الآن رغم ما يقع بسببها من ضحايا بشرية وشهداء نودعهم إلي الجنة.
المهم أن نكون أكثر يقظة.. خصوصاً في الأعياد والمواسم.. والمواقع ذات التأثير الإعلامي.. الكبير!




تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف