مرفت مسعد
سري وخاص .. "برطعة" .. ولا عزاء لأحد!
عندما يسابق ثور عنزة فلابد أن تكون الغلبة للثور الأقوي والأكبر حجمًا وقد لا يمر الأمر بسلام فيصيبها في مقتل وتنفق في الحال!!
كل التقارير والإحصائيات المحلية والعالمية تؤكد ذلك وتوجه الاتهام دائما للثور أقصد لسيارات النقل الثقيل والمقطورات التي تضرب أغلبها بالقوانين واللوائح عرض الحائط في ظل غياب الرقابة والتراخي في المساءلة لتصبح معظم الطرق في مرمي تلك المركبات التي تستبيح الحركة عليها ليل نهار ـ كما الحال علي طريق مصر ـ إسكندرية الزراعي ـ لتكون الحصيلة موجعة ومفزعة بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2012 يشير إلي أن عدد ضحايا الطرق في مصر يصل إلي 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب في السنة في حين ذهبت تقارير حديثة لهيئات أخري كهيئة سلامة الطرق لأضعاف هذا الرقم وأرجعت الأسباب لتجاوز السرعة القانونية. الإدمان. تهالك الطرق وانعدام الإنارة عليها.
أسباب بدلا من أن تتوحد جهود الوزارات والهيئات المعنية للتصدي لها نفاجأ بأصوات مسئولة تطالب بالكف عن تحميل النقل الثقيل والمقطورات مآسي الطرق ويكفي أنها تخدم الصناعة والتجارة في البلاد!
لا ننكر ذلك لكن في أي قانون يسمح لمثل هذه المركبات بالسير نهارا وفي الحارات المخصصة للملاكي والأجرة وغيرها؟ ثم أليس ما تحدثه من إرباك وشلل في المرور يلحق خسائر كبيرة لقطاعات أخري في البلاد؟
ان المطالبة بحظر مرور الناقلات الضخمة في ساعات النهار تعد في مقدمة الحقوق العامة التي لا يجب التفريط فيها لأنها تتعلق بأرواح بشر تزهق يوميا علي الطرقات!.. فيا أيها المسئولون أوقفوا "برطعة" النقل الثقيل والمقطورات فكلنا في مواجهة يومية مع الثور الهائج ولا عزاء لأحد!!
حالها في أّتوبر
عند إنشاء مدينة السادس من أكتوبر في فترة السبعينيات كانت المنطقة الصناعية تقع في أطرافها وكان الطريق المخصص لحركة سيارات البضائع والمنتجات بعيدا عن الأحياء السكنية ومع الزحف العمراني المستمر بات الطريق في قلب الكتلة السكنية ولا تسأل عن حجم الضوضاء والتلوث والاهتزازات الشديدة التي تحدثها تلك المركبات في العمارات والمباني والشلل الذي يصيب المرور في أوقات الذروة حيث يحلو للسائقين الانتظار علي جانبي الطريق!
يا جهاز المدينة.. ابحثوا عن مسار بديل لناقلات المنطقة الصناعية رحمة بالسكان وحفاظا علي العمر الافتراضي للعمارات وشبكات المياه والصرف الصحي وغيرها.. ضعوا أيضا نهاية لأخطار خلاطات الأسمنت التي غزت المدينة في السنوات الأخيرة بشكل ملفت وصارت تمثل تهديدا قاتلا للصحة العامة ولأرواح المارة.. وإنا لمنتظرون!