الموضوع الذي أثاره الزميل أبوخنجر عبدالحميد بالعدد الماضي في زاوية إنت فين يا حكومة؟!.. وتحت عنوان: موقف التبة بمدينة نصر تحت سيطرة البلطجية!!.. أقاموا محلات وورشاً مخالفة وسرقوا الكهرباء عيني عينك.
كان مجالاً للحوار مع أحد الباعة بالمنطقة الذين تقرر نقلهم إلي سوق جديد تم إقامته أسفل خطوط الضغط العالي منذ أكثر من عام وحتي الآن لم يتم التنفيذ علي أرض الواقع!!
حي شرق مدينة نصر المنوط به الأمر عقب قيام محافظ القاهرة السابق ووزير النقل الحالي د. جلال السعيد بإقامة محور مصطفي النحاس بدلاً من مترو مدينة نصر الذي تقرر رفعه من الشارع وتخصيص المكان لمرور مركبات النقل العام وعدم مرور أي من وسائل النقل الأخري في هذا المكان وبلغت التكلفة أكثر من 60 مليون جنيه لتجهيز هذا المحور الجديد وإعداده لهذا الغرض.
وقتها قام الحي بإخلاء موقف التبة من العشوائيات المتمثلة في الباعة الذين احتلوا المكان وايضا منع سائقي الميكروباص والتوك توك من احتلال المكان لضمان سيولة المرور.. لكن المحليات - كالعادة - لا تقوم بواجبها علي الوجه الأكمل!!
فالسوق الذي تم إقامته والتفاوض مع الباعة الجائلين علي الانتقال إليه وتعميره بدلاً من هذه العشوائية لم يتم مده بالمرافق والخدمات كالمياه والكهرباء.. ولم يتم توفير الآليات التي تضمن تشغيله والحفاظ علي البيئة المحيطة به من التلوث الذي تسببه الأسواق العشوائية التي يقيمها الباعة الجائلون ويفرضونها كأمر واقع في مناطق معينة بجوار مواقف الاتوبيس مستغلين غياب القانون وفساد المحليات!!
وبالتالي بقي هذا السوق الجديد "خيال مآتة".. ناهيك عن المساحات الضيقة التي تم تخصيصها لباعة الخضر والفاكهة والتي لا تزيد علي متر ونصف المتر.. رغم أن أي فرش يحتاج لأكثر من هذه المساحة لنضمن التزام الأفراد بالمكان المخصص لهم وعدم تحويل المكان إلي عشوائية جديدة نتيجة غياب التخطيط العلمي والرؤية المستقبلية رغم أن البناء تم في صحراء.. وكان من الممكن إقامة سوق حضاري.. ورغم أن القيمة الإيجارية المطلوبة من كل بائع تتعدي الـ 100 جنيه وهي تكفي لتوفير عمالة تتولي تنظيف السوق بشكل يومي ومتابعة العمل فيه ومراقبة التزام الباعة بقواعد التشغيل!!
ولأن كل هذا لم يتم فقد بقي السوق - كما قلت - خيال مآتة يرفض الباعة الانتقال إليه.. وازدادت العشوائية في منطقة التبة توحشاً وتوغلاً من جانب الباعة وسيارات الميكروباص وأصحاب التكاتك.. والنتيجة ارتباك المرور تماماً في المنطقة حتي هدد سائقو النقل العام بعدم دخول موقف الحي الثامن لأن هذا المكان هو الوحيد الذي يوصلهم إلي هذا الموقف!!
ساعتها فقط انتفض حي شرق مدينة نصر النائم في العسل دوماً.. وقام بحملة قبل العيد لإزالة المخالفات.. لكنه لم يستمر في المتابعة والملاحقة بمعني تخصيص دورية أو ناضورجي للمرور ليلاً ونهاراً علي المكان ليشاهد ويتابع ما يحدث حتي لا يعود هؤلاء المخالفون إلي مخالفاتهم من جديد.. وهو الأمر الذي شجع علي عودة هؤلاء شيئاً فشيئاً لمخالفاتهم!!
الغريب أن البائع الذي تحدث معي أكد أنهم - أي الباعة - يعرفون بأمر الحملة التي يقوم بها الحي قبل أن تأتي.. وبالتالي فالغالبية تقوم بتوفيق أوضاعها بسرعة.. فهل هذا معقول أو مقبول؟!
الحي لابد أن يلاحق ويتابع ويضرب بيد من حديد علي الموظفين المتلاعبين.. ولابد أن يمنع العشوائيات التي ظهرت وتمثلت في قيام بعض الأشخاص بتحويل شقق الأدوار الأرضية إلي مشروعات تجارية منها محلات كشري وعصير وكافيهات وكاوتشوك وتغيير زيت وغسيل سيارات.. الخ!!
ولم يكتف هؤلاء بذلك بل قاموا بالاستيلاء علي الحدائق وضمها إلي هذه الأنشطة في غفلة من القانون والرقابة من الحي الذي يهوي بعض موظفيه الحصول علي الإكراميات بدلاً من تنفيذ القانون.. رغم أن هذه الحدائق هي حق ارتفاق لسكان كل عمارة ورئة تنفس جديدة للمكان وليس من حق هذه المنشآت الاستيلاء عليها وضمها عنوة إلي محلاتهم المخالفة أصلاً!!
المشكلة الأغرب أن الأرصفة المخصصة للمشاة في موقف التبة تحولت إلي غرز لشرب الشاي وتدخين الشيشة وورش سمكرة وبقي المواطن لا حول له ولا قوة.. وليس أمامه من حل سوي السير في نهر الشارع مع السيارات عرضة للحوادث من كل نوع!!
حي شرق مدينة نصر لو طبق القانون.. ولو نفذ مشروعاته الخدمية بدقة وبما يرضي الله.. ولو راعي القائمون عليه والموظفون فيه ضمائرهم لما وصلنا إلي هذه الحالة المزرية بكل المقاييس.. فما رأي محافظ القاهرة الجديد المهندس عاطف عبدالحميد؟!