خيرية البشلاوى
رنات .. ما جري في "سبتمبر" وما جري لنا بعده
التسويق الإعلامي للهجمات الإرهابية التي جرت يوم "الثلاثاء الأسود" الموافق الحادي عشر من سبتمبر 2001 يفوق الخيال حقاً!
"بُرجا التجارة العالمي" في مدينة نيويورك اللذان انهارا في ذلك اليوم دخلا التاريخ من الباب العالي كواحدة من أجرم الجرائم التي ارتكبها المسلمون في حق الدولة العظمي وفي تاريخ البشرية حسب التصنيف التاريخي.
وعلي أثر ذلك الحدث الرهيب الذي زُلزلت له الأرض وقامت بسببه الدنيا ولم تقعد حتي اللحظة انتفضت جميع وسائل التواصل علي مستوي الأرض وعبر كل الأدوات الإعلامية لتسجيل وتخليد ونشر الغسيل "القذر" لمرتكبي الحادث المسلمين..
وليعذرني القارئ. أنني وبعد 15 سنة ولست وحدي بالتأكيد ـ مازلت أتساءل "الثلاثاء الأسود" فعلاً من انجاز نفر من المسلمين العباقرة الذين مكنهم العلم المتقدم جداً والموهبة الإبداعية الفذة من القيام بذلك العمل الجبار غير المسبوق. أم أن "الفيلم" كله إنتاج أمريكي صهيوني حتي لو نفده "مسلمون" لأنهم أعني "المجرمين" الذين نفذوه هم بدورهم صناعة أمريكية؟!!
الاجابة القاطعة يعلمها العالمون من الجباهزة في مطبخ إدارة العالم في "البيت الأبيض" انه الشاهد علي كل "السواد" الذي يصبغ أجزاء كبيرة جداً من كوكب الأرض الآن وإلي ماشاء الله.. المثير والجدير بالاهتمام هو حجم التسويق الإعلامي المذهل للحدث 2001 منذ ذلك الحين وحتي الآن حيث يتم حالياً تصوير فيلم بعنوان بطولة شارلي شين والممثلة السمراء ووبي جولدبرج واخراج مارتن جيوجي.
عشرات الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة والقصيرة التي انتجتها الولايات المتحدة بالإضافة إلي عشرات مثلها من دول أخري تناولت ردود الأفعال التي أثارها الحدث وشارك فيها مخرجون من البوسنة والهرسك وبوركينا فاسو ومصر "يوسف شاهين" وفرنسا والهند وإيران وإسرائيل واليابان والمكسيك وانجلترا الخ..
مئات من شرائط الفيديو والتليفزيون والأفلام الوثائقية تناولت تداعيات الـ "102" "مائة واثنان" دقيقة التي غيرت أمريكا.
أضيف عشرات اللوحات الفنية بريشة فنانين عالميين إلي جانب محلات "الكوميكس" والأعمال المسرحية والمؤلفات الموسيقية إلي جانب مجلدات خاصة تمتلئ بالصور الفوتوغرافية والمقالات التي سطرتها شخصيات متنوعة من أصحاب الأفلام المؤثرة!!
ضحايا "الثلاثاء الأسود" لم تتجاوز 3000 آلاف وهم ضحايا يوم واحد بينما تداعيات هذا اليوم الأسود. سنوات طويلة يغلب عليها السواد دمرت دولاً وشعوباً وقضت علي حضارات وثروات وأنهت حياة رؤساء زعماء وقضت علي حياة ملايين البشر في العراق وليبيا وسوريا والسودان.. الدماء التي سفحتها الامبراطورية الإرهابية كافية لتعكير المحيط الهادي والأطلنطي والمتوسط وأنهار دجلة والفرات والنيل .. ماكينة الإعلام الجبارة وتلال الدولارات التي تستهلكها سوقت للربيع الأسود بنفس القوة وما جري تحت دعاوي "االانتقام" هو تصنيع أشكال متنوعة من جماعات الإرهاب بعثرتها أمريكا علي امتداد أجزاء ممتدة من منطقتنا العربية ورافقتها "أفلام" لتسويقها باعتبارها "ربيع دائم" وتحقيقاً لسياسة التقسيم التي تم التخطيط لها قبل "سبتمبر" وقبل "الثلاثاء الأسود" بفترة ليست قصيرة. وجاء الحدث باشارة بدء لمخطط إرهابي رهيب.
آلة الإعلام االجبارة قادرة علي تكريس الأكاذيب وصنع "حقائق" جديدة ليس لها أساس.. ومن بين أدوات هذه الآلة "الدراما" التي ترجمت الحدث الفظيع و"الغامض" إلي نبع جاهز لصناعة "الأساطير" حول مركز التجارة العالمي وما جري منذ 15 عاماً من قبل هذا الشهر وما جري لنا بعده منذ ذلك الحين.