سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. ريو الساحرة وأبطالنا العائدين بالنصر
تسعد ريو دي جانيرو لإسدال الستار عن الألعاب البارالمبية للمعاقين. والتي سبقتها بأسبوعين الألعاب الأوليمبية للأسوياء.. ورغم المشكلات الكبيرة التي اعترف بها عمدة ريو. وأيضا رئيس اللجنة الدولية في العديد من المسائل التنظيمية والتمويل وخلافه.. إلا أنني أستطيع أن أجزم من ريو أن هذه الدورة البارالمبية نجحت نجاحا كبيرا جدا بسبب الجمهور البرازيلي العاشق للرياضة عشقا غريبا. بكل فئاته.. لا فرق بين صغير وشيخ. رجل وامرأة. شاب وفتاة.. الكل هنا في ريو يتزاحم بشكل مذهل لحضور كافة المنافسات من التاسعة صباحا حتي العاشرة مساء.. يشجعون مختلف الجنسيات دون تمييز. وإن كان لمصر مكانة خاصة عند الشعب البرازيلي الجميل. ووضحت هذه المكانة الخاصة في كل أوزان رفع الأثقال والكرة الطائرة. فالتشجيع جنوني للاعبينا. حتي لمن يخسر منهم. وأصبحت كلمة "اجيتو" ترج الصالات رجا. وبصورة تفوق لو ان هذه المنافسات أقيمت في مصر وربما لأن للبرازيليين أساليب تشجيعية رائعة. ومنظمة يشارك فيها الجميع دون تكبر.. وهذا التشجيع يناله أيضا كل لاعب أو لاعبة يقدم أداء متميزا أيا كانت جنسيته.
والسر.. كما أسلفت بسبب عشق البرازيليين للرياضة فهم ليسوا حواة كرة قدم فقط بل ممارسون للرياضة منذ نعومة أظافرهم في المدارس والشوارع والحارات والشواطئ. إضافة بالطبع للأندية.. وما لفت نظري لهذا العشق. وجود أجهزة لممارسة الرياضة بالمجان في الميادين والحدائق العامة والشواطئ. وما أكثرها في ريو. وهو ما نطلق عليه الجمانيزيوم وندفع فيه الكثير إلا أن ولاية ريو نصبت هذه الأجهزة البسيطة في أماكن مفتوحة لا تعيق حركة المرور ولا المشاة ليدخل عليها أي شخص ويمارس الرياضة لدقائق دون أن يحاسبه أحد. ودون أن يتلف أي جهاز من الأجهزة المنصوبة.. ثم يغادر في أمان الله ليأتي غيره. وهكذا.
كما أن شواطئ الأطلنطي في ريو. والمفتوحة للجميع دون أسوار أو حواجز أو رسم دخول واستغلال. والتي تمتد لأكثر من 30 كم هي أيضا عبارة عن ملاعب مفتوحة ومضاءة ليلا لممارسة الرياضة دون أي تكلفة مثل كرة القدم الشاطئية. والكرة الطائرة الشاطئية أيضا والتي يمارسها الشباب والفتيات تحت إشراف مدربين. وربما تكون بعض هذه التدريبات يشارك فيها الفتيات مع الشباب. ومستوي المهارة قريب جدا حتي في كرة القدم.. وأيضا رياضة الجري خاصة لكبار السن علي مدار الساعة. وبالطبع السباحة وركوب الأمواج وغيرها من الرياضات المائية.. صورة رائعة لشعب رياضي بحق.. لذلك كان وجوده قوي جدا ومؤثرًا في كل منافسات الألعاب البارالمبية والتشجيع الرائع لمتحدي الإعاقة من كل أنحاء العالم.
ومع هذه الصورة الجميلة لشعب ريو دي جانيرو الرائع كانت هناك دائما تلك الصورة الجميلة والمتفائلة لأبطالنا في هذه الدورة والذين حققوا كل ما هو جيد من نتائج إيجابية جدا ورصيد ممتاز من الميداليات وإن كانت الطموحات أكبر إلا أن ما تحقق بالفعل هو في حدود المأمول وقرب جدا مما تحقق في بكين. ولندن.. وإن كان في ريو له مذاق مختلف مع ألعاب القوي وفضية العداء البطل مصطفي فتح الله.. مع فرصة مستمرة لميدالية أخيرة لفريق الكرة الطائرة المتطور جدا في هذا الدورة.. ويبقي أن يشعر هؤلاء الأبطال عند كل المصريين بقيمة ما حققوه في دورة ريو دي جانيرو عند عودتهم إلي القاهرة صباح يوم الجمعة القادم.. لأن دفء المشاعر الصادقة أجمل بكثير جدا وأروع من التتويج بالذهبية.