الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. ولا عزاء للربيع العربي!
لم أعد بحاجة إلي أدلة جديدة تثبت أكذوبة ما سماه البعض بالربيع العربي بعد أن أزاح مجلس العموم البريطاني الستار عن بعض أسرار الحالة الليبية التي كانت ضمن أبرز حالات الربيع العربي المزعوم.

جاء تقرير مجلس العموم البريطاني قبل أيام ليؤكد أن هذا الربيع العربي المزعوم كان مجرد أكذوبة اصطنعتها أجهزة الاستخبارات لكي يتم تمرير الأكذوبة الأهم لتبرير الذهاب إلي الحرب علي ليبيا.

مجلس العموم البريطاني يعترف صراحة بأن التدخل العسكري البريطاني في ليبيا لإسقاط معمر القذافي في عام 2011 جاء متسرعا وبناء علي تعليمات مغلوطة وخاطئة من جانب المخابرات البريطانية مما أدي إلي سرعة انهيار ليبيا سياسيا واقتصاديا... كما يعترف التقرير بمسئولية ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق وحكومته عن هذا التدخل العسكري غير المبرر وعدم التحقق من صحة المعلومات الاستخبارية الخاطئة التي كانت تروج لوجود تهديد فعلي للمدنيين الليبيين من جانب نظام معمر القذافي.

التقرير البريطاني الذي يشكل صدمة موجعة لأيتام الربيع العربي المزعوم يتحدث بصراحة عن معلومات استخبارية مزيفة جري إعدادها بشكل انتقائي وسطحي لكي توفر ذريعة التدخل العسكري استنادا إلي افتراضات خاطئة وتحليلات جزئية غير دقيقة للأدلة المشكوك في صحتها!

هي إذن نفس الخديعة التي جري تمريرها لتبرير غزو العراق عام 2003 وكان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق شريكا أساسيا لجورج بوش الابن في تسخير أجهزة المخابرات لتلفيق وتزوير الأدلة التي تبرر الذهاب إلي الحرب ضد العراق.

بصراحة لم يعد لدي شك في أن غزو العراق عام 2003 كان بمثابة البروفة الأخيرة لتهيئة العالم العربي بعد 8 سنوات فقط لأكذوبة الربيع العربي وتبرير التدخل العسكري الأجنبي.. هكذا يجيء فهمي ولا عزاء للمغرر بهم من أنصار وضحايا الربيع العربي المزعوم!

خير الكلام :

<< احذر من تحس باللف والدوران في كلماته!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف