منذ أكثر من ربع قرن تقريباً طلب مني أحد أبناء القرية الوقوف إلي جانبه يوما سألته ماذا تريد فقال لي انه يريد مقابلة الدكتور محمد كامل ليلة وهو بالمناسبة رئيس مجلس الشعب ونائب دائرتنا وذلك لأمر هام ثم قال ان ولده وفلذة كبده حصل علي مجموع ضعيف في الثانوية العامة وقد خاب أمله في الالتحاق بإحدي الكليات الهامة وقد رأي ان بمقدور نائب الدائرة إلحاقه بكلية الشرطة وكان لابد من الاستجابة لمطلبه والذهاب معه وبعد عدة اتصالات تم رصد الموعد المحدد والمقدر لوجود السيد النائب. المهم اننا تقابلنا معه وسألني الدكتور ماذا تريد يا مولانا؟ قلت فليتحدث رفيقي عن مشكلته أو مطلبه علي روايتين. فضحك النائب وقال لك ما طلبت واستطرد صديقي في حكايته التي لم تعجب بالتأكيد السيد النائب ونهايتها انه يريد إلحاق ولده بكلية الشرطة ولقنني الدكتور كامل ليلة درساً مازلت اتحاكاه حتي الآن وخلاصة القول انه قال يا بني مستقبل ولدك لم ينته والأبواب مازالت مفتوحة والفرصة أمامه كبيرة في دخول احدي الكليات شريطة أن يري فيها تحقيقاً لآماله ورغباته وان كانت أقل الكليات منزلة في عرف الناس وضرب نموذجا بنفسه عندما التحق بكلية الحقوق والآن يقولون عنها انها لضعاف الدرجات وفيها أصبحت عميداً فمدرساً فأستاذاً فوزيراً فرئيساً لمجلس الشعب واليوم كتب الصديق المحترم دكتور حمدي أيوب وهو بالمناسبة أستاذ بجامعة الأزهر علي صفحته الشخصية فحرك في نفسي ساكناً حيث سبق وسمعت نفس الكلام المحترم وقد قال: مش مهم تدخل كلية رقم واحد. المهم انك تبقي رقم واحد في الكلية التي تحبها وترغبها ليست المشكلة في عدم دخولك إحدي كليات القمة. المهم أن تكون أنت في القمة وانتهي كلام صديقي سباك رقم واحد في مهنته أفضل بكثير من طبيب فاشل وهي رسالة إلي كل الآباء والأمهات والأبناء.. ممن ظنوا وبعض الظن إثم ان الدنيا قد اسودت وان الأبواب قد أغلقت.. فهل نستوعبها؟؟