ثرثرة السوفسطائي كثيرا ما تسبب أسقاما دماغية وقد تحدث نوعا من الاضطراب الفكري وتفرز سائلا تشاؤميا قد يسبب قروحا يصعب علاجها وقد يرتفع ضغط القلق نتيجة تزايد أعداد تلك الفئة بالمجتمع ومن بين المهن التي انتهجت هذا الخط بعض من الاطباء وادارات المستشفيات الخاصة والاستثمارية التي يعملون أو يتعاملون مع بعضهم البعض وفق قانون "القطعة" علي أساس أن المريض أصبح "زبونا" يتم شحنه وتفريغه بخزائنهم.
ان السلوكيات السوفسطائية المستحدثة لتلك النوعية من الاطباء تجدها في اتباعهم منهجية وضع المرضي تحت "مقصلة" اقناعهم بقيمة الطبيب عن طريق عرض سيرته الذاتية التي تتضمن زمالته لكليات الجراحين الملكية ببلدان العالم وأهمية مشرطه ولذلك فان "أتعاب" الجراحة التي سيجريها أو يتابعهم من خلالها ستكون خارج محفظة فواتير المستشفي وأمام السوفسطائية يرضخ المريض وينفذ ما تطلبه المستشفي.. وبعيدا عن هذه السلوكيات فإن هذا يعد انتفاء لصفة الرحمة التي يجب أن يتحلي بها الطبيب كما أن الأموال التي حصل عليها لم يورد منها مليما للضرائب مما يجعله يدخل تحت بند "متهرب ضريبي".
ان المنهج السوفسطائي امتد ليشمل ملاك الشقق المتاجرين بأحوال محدودي الدخل من المواطنين برعاية شاملة من القانون رقم 4 لسنة 1996 فمن خلاله ارتفعت الايجارات بشكل مزعج ومنح رقبة من لايملك لمن يملك.. فهل ينجح النواب في تعديله بشكل عادل ومن ضمن المواد المطالب بها الا تقل المدة الايجارية عن خمس سنوات والا تزيد القيمة الايجارية بالمدة التالية الا بنسب مشروطة وأعتقد أن احتساب ضريبة ربح علي المالك قد تكبح من مغالاته المادية وتجعله يبتعد عن السوفسطائية والتي من خلالها يعدد مزايا وحدته السكنية من أجل الحصول علي عرض مالي مجزي.
هكذا يتضح أن ضرائب المالية تقوقعت بايدلوجياتها وفق فكر تقليدي داخل جيوب محدودي الدخل التي تراجع تعدادها عقب برنامج "الخصخصة" الي حوالي 6 ملايين موظف ولتؤكد دوما أنها حاضنة للدماع الكلاسيكية.. ونقيضا لفكر وزارة يترأسها وزير وأربعة مساعدين نجد وزارة الانتاج الحربي برئاسة اللواء محمد العصار وعملها الاساسي يصب في تلبية احتياجات ومطالب القوات المسلحة في انتاج نظم التسليح الا أن وزيرها الاستراتيجي أكد بأن الدولة عازمة للتغلب علي تحديات الأمراض السرطانية وأسعار أدويتها العالية بانشاء مصنع أدوية التي تعالج الأورام.. وعندما ندقق في تصريح الوزير تجد أنه "غيور علي بلده" حيث اكد أنه لا يمكن دولة بحجم وقيمة مصر لا يوجد بها صناعة أدوية وتلجأ للاستيراد.
ان مثل تلك الافكار كانت بمثابة "اكسير الرحمة لمرضي الأورام".. ومع كل التقدير للجميع هكذا يكون اختيار المسئول للحلول. وعلي كل عابث سقط في الاختبار عليه أن يعلم ان انفراج اسارير الدنيا له قد تبتسم بعض الوقت ولكنها ستنقلب بهم وحينئذ لن تجف دموعهم ولن تنفعهم اموالهم من زنازين السجون واليوم المشئوم.