الوفد
علاء عريبى
تى إن تى بالطائرة المصرية
يبدو والله أعلم أن الأيام القادمة سوف تكشف عن الأسباب الحقيقية وراء سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس إلى القاهرة في 19 مايو الماضي، وسوف نتعرف على هذه الأسباب من الحكومة الفرنسية وليس المصرية، لماذا؟، الله اعلم.
منذ يومين نشرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية خبراً لو صحت معلوماته سوف تغلق ملف هذه القضية تماما، نقلت الصحيفة عن محققين من معهد البحث الجنائى الفرنسى، عثورهم على آثار مادة «تى إن تى» المتفجرة فى أجزاء من حطام الطائرة، وأكد أحد المقربين لمصادر التحقيق أن المحققين لم يتوصلوا بعد لمصدر مادة التى إن تى.
الطريف فى الخبر أن الصحف العربية نقلت الخبر من وكالة رويترز، وقد أوعزت الوكالة فى خبرها عدم توصل المحققين إلى مصدر المادة المتفجرة إلى عرقلة السلطات المصرية للمحققين الفرنسيين، حيث رفضت السلطات المصرية استكمال الفرنسيين فحص باقى حطام الطائرة، هذا فى الوقت الذى ذكرت فيه الجريدة الفرنسية أن المحققين الفرنسيين لم ينتهوا بعد من فحص جميع أجزاء حطام الطائرة.
الملفت فى خبر الجريدة الفرنسية أن المحققين الفرنسيين توصلوا إلى آثار مادة التى إن تى خلال الأسبوع الماضى، ونشرت فى الجريدة بعد اكتشافها بيوم، وللأسف الحكومة المصرية تعتم على الخبر وعلى جميع تفاصيل التحقيقات، عمليات فحص حطام الطائرة، وخبر مثل هذا كان يجب على الحكومة المصرية أن تعلنه فى لحظة اكتشافه لأنه لصالح مصر، حيث يحمل السلطات الفرنسية مسئولية الحادث، والتأكيد ان المادة المتفجرة تم زرعها فى الطائرة المصرية خلال توقفها بالمطار الفرنسى، وهو ما سيترتب عليه تسديد حقوق المتوفين فى الطائرة، سواء كانوا من المصريين أو الفرنسيين أو من جنسيات أخرى.
لكن الحكومة المصرية كالعادة تتصرف بغباء شديد، وتتخذ مواقف وقرارات تؤذى بها نفسها وتضر سمعة شعبها، تماما مثل الدبة التى قتلت صاحبها.
المدهش فى الخبر أن الجريدة الفرنسية ذكرت وقوع خلافات بين المصريين والفرنسيين بعد اكتشاف آثار المادة المتفجرة، سبب الخلاف ان المصريين أرادوا توثيق الاكتشاف فى تقرير رسمى، وهو ما قوبل بالرفض من الفرنسيين، وتعللوا بأنهم (وهذا حقهم) لم ينتهوا بعد من فحص جميع أجزاء حطام الطائرة، كما أنهم لم يتوصلوا إلى مصدر المادة المتفجرة بالطائرة.
على أية حال، إن صح خبر لوفيجارو الفرنسية، فنحن أمام معلومة جديدة سوف تغلق ملف الطائرة المصرية، كما انها سوف توضح للعالم اجمع أن من قاموا بزرع قنبلة فى الطائرة الروسية بمطار شرم الشيخ، نجحوا فى زرع أخرى فى الطائرة المصرية بمطار باريس الدولى، وأن الحديث عن قصور فى المطارات المصرية يجب أن يقابله الحديث عن قصور مماثل فى مطارات العالم، وأن الخطأ وارد، صحيح غير مستحب وغير مطلوب، لكنه فى النهاية سنصادفه فى بعض المطارات أو المنشآت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف