رضا محمد طه
ضيق صدر ونفاذ صبر وتحفز للعراك
أصبح واضحاً ما يحدث بين الناس من تحفز وإندافاع للمشاكل علي أتفه الأسباب وصلت حتي في دور العبادة، يرجع ذلك -من وجهة نظري-للتضاغط الشديد والصراع بين الناس والتكالب علي أمور الدنيا بشكل غير مسبوق، وما هذا إلا الحصاد البشع لعقود طويلة تدهورت فيها نظم التعليم في كل المراحل وتدنت فيها الأخلاق مما أعطي إنطباع عن تخلي بعض الأسر عن دورها في توجيه أبناءها، ناهيك عن ما يشاهده من خلال وسائل الفضائيات من عنف ومهازل وسلوكيات شاذة كما لو انها ممنهجة لهدم مجتمعاتنا. منذ إنفتاح السبعينيات-الغير مقنن- وما حدث من طباع الانانية والكراهية والصراعات بين طبقات المجتمع وصلت كما لو أنهم في ماراثون علي جمع أكبر قدر ممكن من الأموال سواء بطرق مشروعة او غير وأهمل الناس الأخلاقيات والسلوكيات الجميلة التي كانت تميز مجتمعاتنا وأهمها الشهامة والمروءة، فأصبح الكبير في الغالب يقهر الصغير أويستبد به دون رحمة بل يصل الأمر لسحقة، مما ولد لدي بعض الناس الشعور بالمهانة والدونية وعندما أتيحت لهم الفرصة أخرجت منهم أسوأ ما فيهم وهو الإنتقام. كما هو معروف بين الناس في كافة بقاع العالم أن دور العبادة لها قدسيتها وحرمتها، ومن دخلها للعبادة فهو في رعاية الله وامنه فلا يجرؤ أحد مهما كان أن يعتدي علي آخر وهو بداخله،وقدمت السينيما المصرية في بعض الأفلام هذا المعني-لا نستثني من ذلك سوي العمليات المتطرفة التي تقوم بها بعض الجماعات المتطرفة المعدومة الإنسانية أو في البلاد التي تظهر فيها النزعة الطائفية حيث حدثت فيها تفجيرات حتي أثناء الصلاة. نظراً لنفاذ صبر وضيق صدورالبعض وتحفزهم-علي أتفه الأسباب-للعراك، يحدث الكثير من المواقف والتي تعكس حماقات تتم حتي بين المصلين في المساجد، أغلبها في مساجد القري ويكون السبب خلاف في أحقية من يؤم الناس أو يؤدي الآذان، أو الجهر بالبسملة أم قولها سراً في بداية الصلاة وغيرها من الأمور الشكلية والتي تصل بالبعض لتبادل السباب قد تصل لألفاظ بذيئة، أو الإشتباك بالأيدي، أما أن يصل خلاف بين بعض المصلين حول نظافة المسجد بإحدي قري محافظة كفر الشيخ- يوم وقفة عرفات ، بدأ بشجار بسيط ثم إنتهي بمقتل ثلاثة وجرح عدد كبيرمن العائلتين التي تنازع بعض أفرادها،هذا بالتأكيد يعكس أن بعض الناس يتدثرون بأقنعة تُخفي خلفها تدين سطحي وشكلي في صورة أداء الشعائر فقط دون معرفة حقيقة وجوهر الدين وما الهدف من الصلاة والتي تنهي عن الفحشاء والمنكر، وتسمو بالإنسان عن الأهواء والأحقاد ونسيان الغل والكراهية. المؤمنون حقاً، فضلاً عن حبهم لمن هم علي دينهم، يحبون أيضاً الناس جميعاً مهما كان دينهم طالما لم يتعرضوا لضرر أو سوء يضطرهم للدفاع عن أنفسهم، أما الآخرون الذين يتمسحون بالدين نفاقاً ورياءاً أوالذين يتمسكون بالقشور دون اللباب-حفظوا شيئاً من الدين وغابت عنهم أشياء، أؤلئك يكرهون غيرهم حتي لو كانوا من أبناء دينهم.