الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
العمود الصحفي هذه الأيام..
هناك أحداث تاريخية لا يمكن أن تنسي.. وإلا ما أصبحت "تاريخية".. عبارة "أحداث تاريخية" معناها أنها أحداث سجلها التاريخ.. وبمناسبة اجتماع الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة الآن تعتبر زيارة خروشوف لأمريكا لحضور هذا الاجتماع تعتبر زيارة تاريخية لم تحدث من قبل ولن تحدث بعد.. خروشوف رئيس الاتحاد السوفيتي في الخمسينيات رجل غير عادي.. صريح جداً. واضح جداً. يفعل ما يقتنع به دون عمل أي حساب لأي شيء.. هو مثلاً وهو في منصبه روي قصة وفاة ستالين الذي يعتبره البعض أهم من لينين.. فإذا كان الفليسوف العالمي لينين صاحب الأفكار والمبادئ فإن ستالين هو الذي بني الدولة وحافظ عليها ونشر المبادئ الشيوعية في أوروبا وخارج أوروبا.. ستالين هو الرجل الذي هزم نابليون ثم هتلر.. وكان أقل منهما قوة وعتاداً بكثير.. لذا حينما توفي ستالين فجأة الناس لم تصدق أن "الرجل الحديدي" يموت!!.. ثم أصبحت هذه الدولة العظمي مهددة بالانهيار.. فستالين ليس له رجلاً ثانياً ولا بديلاً ولا رجلاً قريباً منه.. لذا تم إخفاء خبر وفاة ستالين لمدة أسبوع وقيل أكثر من أسبوع حتي "يفيق" المسئولون من الصدمة المفاجئة أولاً.. ثم يبدأوا في التفكير في ترتيب البيت من جديد وعندما تم الاتفاق بين الجميع تم إعلان خبر الوفاة!!
معلومات لم تعلن بصفة رسمية ومؤكدة إلا علي لسان خروشوف!!.. هذا هو خروشوف الغريب الأطوار والأفكار.
***
بمناسبة اجتماع الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة السنوي.. هناك تصرف أغرب من كل هذا..
كانت أول زيارة لخروشوف لأمريكا.. وأعتقد آخر زيارة..
عندما نزل من الطائرة خلع فردة الحذاء اليسري وأمسكها بيده اليسري.. وصافح مستقبليه بيده اليمني!! في منظر فريد من نوعه علي مدي التاريخ!!
الأغرب من هذا.. في الاجتماع العام.. حيث رؤساء وملوك وكبراء ووزراء دول العالم كلهم.. عندما وصل إلي المنصة خلع الحذاء ووضعه علي المنضدة بجوار خطبته المكتوبة وألقي خطابه وسط همس ووشوشة كل الموجودين.. بدرجة أن قيل يومها إن أحداً لم يسمع شيئاً من خطابه!! لغرابة الموقف.. وما إن انتهي الخطاب حتي غادر المبني إلي المطار رأساً ليعود إلي موسكو!! قيل إنه كان مستعداً إذا قاطعه أحد خلال الخطاب سيقذفه بالحذاء!!
***
هذه الحكاية الغريبة سبق أن كتبتها من قبل في صحف أخري.. وبالمناسبة.. عندما أكتب خصوصاً هذه الأيام حكايات وقصصاً سبق أن كتبتها كان زملائي وأصدقائي المخضرمون يتصلون بي للفت نظري.. وأحياناً لفت النظر بطريقتنا المصرية: قديمه يا أخ!!
وكان ردي:
نعم قديمة.. وسبق أن نشرتها ولكن هناك أجيال ولدت وكبرت وتعلمت القراءة.. ومن حقها معرفة ما معني خصوصاً الأحداث التاريخية الكبري الهامة.. بل إن بعض الزملاء الكبار الأفاضل يجمعون مقالاتهم وقصصهم في كتاب.. ورغم ذلك ينشرون في صحفهم اليومية أو مجلاتهم الأسبوعية ما نشروه منذ سنوات ثم أعادوا تسجيله في كتاب يقرأه الناس أيضاً.
أصحاب الأعمدة اليومية معذورون هذه الأيام.. روتين الحكومة.. ورتابة العمل في كل المجالات.. حتي مجلس النواب الذي كان يعتبر "علي بابا الصحافة خاصة المعارضة منها" المجلس مسالم وطيب وهادئ ولا يحب أن يغضب أحداً ولا ينفذ أحكام المحاكم حتي لا يؤذي أحداً.. المجلس الحالي "ملك التأجيل" حتي تنتهي المناسبة ولا يتم فرقعة أية قنبلة.. مولوتوف أو حتي بمب طلياني.. كتابة عمود يومي "مقروء" مهمة شاقة هذه الأيام!!!!.. أدعوا لنا!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف