نأمل أن ينصلح الحال مع قطاع السياحة، وأن تنفرج الأزمة التى عصفت بأحوال هذا القطاع، وجفت موارده مما خلف من بعده أزمات اقتصادية طاحنة، أثرت على الأحوال المعيشية للعاملين فيه أو المستفيدين منه، والموازنة العامة للدولة التى تعتبر موارده من الأعمدة الأساسية لخانة الأرباح، والتى تسد فجوة المصروفات المتزايدة سنويا دون مقابل إيرادات حقيقية.
الحديث عن السياحة ودورها يحتاج إلى وقفة مع بوادر بدء الموسم، ووعود الدول والشركات الأجنبية بعودة الطائرات المحملة بالسياح من أوروبا والشرق، بعد سنة كبيسة واجهنا خلالها مأساة لا نريدها أن تتكرر، وتحتاج أن نبذل الجهود لترتيب البيت من الداخل، ليشمل كافة جوانبه الأمنية والدعائية والعلمية، وحتى نكشف لأنفسنا أولا قبل الأجنبى الجوانب الإيجابية والسلبية.
لا يمكن أن نستمر على الأداء السابق، واستقبال 10 ملايين سائح لاتعنى إنجازا، ودول أخرى ليس لديها مقوماتنا تستقبل 120 مليونا وأكثر، لا يمكن أن تظل أثارنا ومتاحفنا بدون اهتمام وإصلاح ومناظرها السيئة غير الحضارية، وأن يظل الباعة الجائلون والمرتزقة من كل نوع يطاردون السياح بكلمات وعبارات وحركات غبية جاهلة، لا تعبر إلا عن عدم فهم للمعنى الحقيقى للسياحة، ودخلها وأثره المباشر على الأحوال الاقتصادية.
نريد عودة تصف شعب مصر بالتحضر والكرم والسلام والأمان، باعتبار أن لنا تاريخا يراه السائح ويصدق أن الآثار الخالدة والمناطق السياحية المختلفة التى تزهله ولا ينساها من ذاكرته هى لنفس هذا الشعب، الذى امتلك يوما العلم والثقافة والحضارة وعلم العالم الإنسانية والعلوم.