هذا أغرب وأعجب وأسخف قانون فى تاريخ العلاقات الدولية.. الكونجرس الأمريكى يقرر وبالإجماع حق عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر عام 2001 فى مقاضاة المملكة العربية السعودية للحصول على تعويضات مالية تبلغ وفق ما أشارت إليه صحيفة نيويورك تايمز بما يفوق أرصدة السعودية فى الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 30 ضعفا.

لم يقل الكونجرس شيئا محددا ولم يقدم دليلا واضحا يثبت به تورط الحكومة السعودية فى أحداث 11 سبتمبر من قريب أو من بعيد وإنما جرى تمرير هذا القانون المشبوه تحت لافتة الحق فى ملاحقة الدول الداعمة للإرهاب وكذلك الدول التى يجوز اتهامها بالإهمال فى كبح جماح الإرهابيين المنتمين لها!

أى منطق هذا الذى يحكم تلك التوجهات الفجة التى تنسف العلاقات الدولية من أساسها وتلغى حقوق السيادة الوطنية للدول المستقلة وتجعل من الكونجرس وصيا وقاضيا وجلادا له حق التصرف فى مصائر الشعوب الأخرى على شكل ردة غريبة إلى عصور الغاب!

ألم ينتبه أعضاء الكونجرس إلى سجلهم الوقح والكريه فى مذابح القتل الجماعية بدءا من أول استخدام للقنبلة الذرية فى هيروشيما عام 1945 ومرورا بفظائع ومجازر أفغانستان والعراق والصومال ووصولا إلى الدعم والتمويل والحماية لإسرائيل المدانة دوليا بمئات المجازر التى راح ضحيتها عشرات الألوف من الفلسطينيين!

هل هذا هو ثمن الصداقة والتحالف الاستراتيجى بين الرياض وواشنطن.. وهل غاب عن أهل الكونجرس أن مثل هذا القانون لا يستفز السعودية وحدها وإنما يستفز العرب والمسلمين الذى فاض بهم الكيل من السياسة الأمريكية المعادية لهم فى كافة القضايا المشروعة.

ثم ماذا عن المجتمع الدولى الذى ينبغى أن يتنبه لخطورة الصمت على هذا القانون الذى يشكل سابقة قد يسهل تمريرها فى الغد ضد كل من يعارض السياسة الأمريكية فى الشرق والغرب على حد سواء.

بصراحة... هذا القانون عنوان لمسخرة دولية لم يعرف لها التاريخ مثيلا من قبل!

خير الكلام:

<< اللسان المنفلت وراءه دائما عقل معطل!