المساء
محمد جبريل
قتل الفلسطينيين بالشبهة !
لم يعد مقتل الشباب الفلسطيني حدثا عارضاً. بل هو ظاهرة يومية يصحو عليها العالم وينام. الحجة الوحيدة المتكررة. شروع الشاب الفلسطيني. أو الفتاة الفلسطينية في طعن جندي إسرائيلي. فأردته الرصاصات قتيلاً.
كانت الحجارة سلاح الفلسطينيين في توالي انتفاضاتهم. تبين بعض الشباب عبثية إلقاء الحجارة في مقابل قذائف الرصاص والقتل والتدمير أو الاستيلاء علي الدور لصالح المستوطنين. بدل هؤلاء الشباب من وسيلة تصديهم لممارسات الاحتلال. لجأوا الي الدهس بالسيارات. أو طعن المستوطنين بالسكاكين. حالات فردية. لا تمثل ظاهرة. وإن مثلت ما يشبه اليأس من اهتمام العالم بقضيتهم. وبالممارسات البشعة لقوات الاحتلال. سعوا الي لفت انتباه المؤسسات الدولية. والرأي العام العالمي. إلي خطورة الأوضاع في بلدهم. بعد ان صارت الجرائم الإسرائيلية حدثاً يومياً في حياة الفلسطينيين. ليس بدافع القضاء علي الانتفاضة. سواء اقتصرت علي المظاهرات المنددة بممارسات الاحتلال. أو بإلقاء الحجارة. أو التنفيس عن الغضب بالدهس والطعن. وهي - كما قلت - حالات فردية نتفهم اسبابها. لكن الكيان الصهيوني وجد في تلك العمليات ما يستطيع استثماره. فهو يعتقل ويقتل وينفي ويصادر. بدعوي الرد علي محاولات الطعن. حتي تلك التي لم تزد عن الشبهات. يشك الجندي الإسرائيلي في نظرات الشاب الفلسطيني انه يريد ان يطعنه. فيبادر بإطلاق الرصاص. وبلغت المأساة ذروتها حين قتل شباب اراد طعن جندي إسرائيلي. ثم ثبت ان الشاب اردني الجنسية. وصل الي الضفة الغربية في اليوم السابق لحضور مناسبة غير سياسية. فمن غير المتصور انه عبر الحدود بدعوي حضور مؤتمر. ثم حاول طعن الجندي الإسرائيلي. هل تحتاج الانتفاضة الي هذه المشاركة الساذجة؟ وهل تملك اليأس نفوس الفلسطينيين. فحاول الشاب الأردني مناصرتهم بطعن جندي إسرائيلي لقيه مصادفة في الطرقات؟!
الكيان الصهيوني يمارس - منذ نشأته - سياسة القضم. وهي لا تتحقق إلا بإبقاء النيران مشتعلة. تنشأ ردود الأفعال ضد ممارسات الاحتلال. فيحدث رد فعل إسرائيلي محسوب. يستهدف القضم وسط نيران الثورة. والمحصلة - حتي الآن - ابتلاع أكثر من 82% من الأرض الفلسطينية.
من حق الفلسطينيين ان يدافعوا عن حقهم في الحرية واسترداد الأرض المغتصبة. وهو ما يستدعي وقفات عادلة من المنظمات الدولية.
ولعل ابسط ما تتطلبه تلك الظاهرة الإجرامية ان تحقق المنظمات الدولية. بما فيها منظمات حقوق الإنسان. في عمليات الإعدام اليومية. لا تترك للأكاذيب الصهيونية تبرير هذه العمليات. باعتبارها دفاعاً عن النفس!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف