الأخبار
حمدى الكنيسى
محلب ومجلس النواب والإعلام
أولاً »الرئيس ومحلب»‬
من تحصيل الحاصل أن أقول إن اختيار الرئيس السيسي للمهندس (إبراهيم محلب) مساعدا للرئيس (للمشروعات القومية والاستراتيجية) كان أفضل اختيار، فالرجل بطبيعته وخبراته يعشق العمل الميداني، فنراه لا يكل ولا يمل من التحرك المكثف من مكان إلي مكان مهما باعدت بينهما المسافات، وذلك سعيا للوصول إلي الحقيقة من قلب الواقع، كما أنه بطبيعته ودماثة خلقه ليس من القيادات التصادمية فلديه من الصبر وطول البال مع الابتسامة الطيبة الودود ما يجعله يحل أعقد المشكلات مع أصعب الأطراف، و هذا ما يتجلي واضحا في لقاءاته ومؤتمراته مثلما شاهدناه في سيناء ومطروح وغيرهما وبرفقته اللواء المحترم »‬أحمد جمال الدين» مستشار الرئيس لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب، كما أن إنجازاته الواضحة من خلال لجنة استرداد أراضي الدولة تعلن عن نفسها يوماً بعد يوم، وقد دعمها القرار الجمهوري الأخير باعتبار توصيات اللجنة بمثابة قرارات ملزمة لجميع جهات الولاية علي الأراضي، و ذلك تجنباً للبيروقراطية وأخطاء وبطء الأجهزة التنفيذية التي تتسلل إليها أحيانا أهداف وأغراض ليست فوق مستوي الشبهات، و لعل هذا القرار جاء استجابة لشكاوي وصيحات وكتابات مثل ما كتبه الصديق مجدي حجازي عن أهمية إعفاء اللجنة من أعباء وبيروقراطية تلك الجهات.
و بهذه المناسبة لا يفوتني أن أقول للمهندس محلب وأعضاء لجنته الشرفاء. لعلكم تضعون في اعتباركم وسديد قراركم الأوضاع الخاصة للجمعبات التعاونية مثل»جمعية الإعلاميين الشبان» التي دفع أعضاؤها من قوت يومهم ما سددوا به المقابل المادي لما تخصص لكل منهم أملاً في امتلاك قطعة أرض تتراوح من خمسة إلي عشرة أفدنة صحراوية، بهدف تحسين أحوالهم وأحوال أبنائهم المعيشية، و هم بالتأكيد أبعد ما يكونون عن »‬حيتان وتجار الأراضي»، و من ثم فإنهم من منطلق الثقة في معني توجيهات الرئيس، و نزاهة وموضوعية المهندس محلب ينتظرون بفارغ الصبر القرارات العادلة التي تحقق ملكيتهم وتعوض سنوات القلق والمعاناة الرهيبة التي تتمثل في المحاولات المتكررة للزراعة في أراضٍ رملية وصخرية لا تتوفر لها المياه ولا مقومات الحياة، ومع ذلك ثابروا وواصلوا-ومازالوا- جهودهم لتحقيق أحلامهم الصغيرة.
ثانيا:الاعلام والنواب:
أتوقف بقلمي وفكري أمام آخر ما شهده مجلس النواب من معركة صاخبة دارت رحاها بين النواب وكبيرهم رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال في مواجهة الإعلاميين والصحفيين »‬دون كبيرهم المفترض»، و المعركة الجديدة القديمة هي ما يتعرض له النواب ومجلسهم الموقر من انتقادات حادة يشنّها بعض الإعلاميين والصحفيين وهم ان كانوا فعلا قلّة إلا أنهم من أصحاب الصوت العالي.و قد بلغت الموقعة الجديدة ذروتها بما أعلنه رئيس المجلس عن خشيته من وجود مؤامرة صحفية إعلامية لإسقاط مجلس النواب، ومن ثّم برز التوجّه نحو تصعيد المواجهة وصولاً إلي ساحات القضاء !!- لكن الطبيعي والمنطقي هو أن يتحرك الجميع صوب كلمة سواء، إذ أنه يستحيل أن ينجح صحفي وإعلامي في إسقاط »‬مجلس النواب» الذي احتفي به الجميع ومازالوا ينتظرون منه الكثير بما يليق بإحدي الثمار الرائعة لثورتي »‬يناير ويونية» خاصة وأنه يضم نواباً لديهم الخبرة والرؤية والثقافة والوطنية والحماسة المتأججة.
من جهة أخري : تنجح »‬الكلمة السواء»-لو تحققت-في إزالة مخاوف بعض الصحفيين والاعلاميين من أن تكون المعركة الجديدة مقدمة لقوانين تحد من حرية التعبير.
وبالكلمة السواء نتوقع أن يتبني المجلس بأقصي سرعة قانون »‬نقابة الإعلاميين» التي تعتبر كما قال الكاتب الصحفي الكبير »‬صلاح عيسي» بمثابة الحل الأفضل، لأنها هي المنوط بها وفقاً للدستور وضع ميثاق الشرف الإعلامي، وبالمناسبة أعلم أن الكثيرين من النواب المحترمين من أشد المتحمسين لقيام»نقابة الإعلاميين» وهذا ما سمعته شخصياً من الأساتذة أسامه هيكل ومصطفي بكري وأسامه شرشر وتامر عبد المقصود وجلال عواره وأحمد شمردل وجليله عثمان وعبدالمنعم شهاب وغيرهم ممن نحمل لهم كل الاعتزاز والتقدير.
ونحن إذ ننتظر بلهفة قيام نقابة الإعلاميين التي طال انتظارها وتوالي نضالنا من أجلها علي مدي عشرات السنوات، والتي اكتسبت مزيداً من الأهمية القصوي بعد تردي وانهيار الإعلام، ننتظر أيضاً قيام »‬المجلس الأعلي لتنظيم الصحافة والإعلام» والهيئة الوطنية للصحافة المقروءة والرقمية، والهيئة الوطنية للإعلام المرأي والمسموع والرقمي.
بذلك يا نوابنا الكرام تتراجع بل تتقلص بل تتلاشي فرص أي صدام بين المجلس العام والصحافة والإعلام.... بصراحة الكرة الآن في ملعبكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف