قولوا لي:
- هل سنظل نعيش في نفس الروتين والرتابة.. بل والكآبة التي نعيش فيها منذ سنوات طويلة.. وكأننا لم نقم بثورتين يتحدث عنهما العالم.. نسير بنفس عقلية الوزارات القديمة جداً.. هل سنظل كذلك؟؟
تصفحت الصحف الصادرة أمس "الاثنين" بسرعة ولكن ركزت علي موضوع واحد مشترك بين كل الصحف وهو اجتماع رئيس الوزراء بالمحافظين لأول مرة بعد تعيين ستة جدد.. ويبدو أن هذه الاجتماعات يصدر عنها بيان موحد لكل الصحف!!! والله يرحم صحافة زمان.. كنا نتنافس علي أخبار نختص بها عما يحدث داخل الاجتماع لذا كانت كل صحيفة لها طعم خاص وطريقة خاصة في عرض الموضوعات.. واشمعني الصحف.. الروتين والرتابة والبلاهة وعدم الاهتمام والكسل وفقدان روح المنافسة.. بل مجرد حب العمل!!.. أصبح هذا هو الجو العام في كل شيء.. من الحكومة في أعلي مناصبها إلي أصغر موظف!!
ہہہ
مجرد عناوين الصحف لموضوع اجتماع المحافظين مخيب للآمال.. الحكومة تطالب المحافظين بمراقبة الأسواق وتوفير السلع!! التواصل مع المواطنين وفتح الأبواب لهم خاصة أعضاء مجلس النواب!! مازال المجلس يرعب الحكومة!!
ولا أدري ما هو عمل رؤساء الأحياء ونواب المحافظ الذي يجب أن يتفرغ لدراسة المحافظة بإحصاءات رسمية عن التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء.
صورة المحافظ وهو يمر في الشوارع حكاية مضحكة ومحزنة في نفس الوقت.. ماذا سيري المحافظ في هذه الجولة من مخالفات.. وحتي أن وجدت فالمحافظ ليس ضابط بوليس ولا مفتش تموين مثلاً.. وستعود المخالفة بمجرد أن يعطي المحافظ ظهره للمكان مثلاً!! مهمة المحافظ مشروعات كبري لتحقيق "طفرة" أو "نقلة" للمحافظة ككل ويستفيد منها كل مواطني المحافظة.
هناك نقص في عدد المدارس نتيجة السنوات السوداء التي مرت بالبلد.. ميزانية الدولة لا تتحمل بناء إلا عدد قليل من المدارس.. هنا المحافظ مطلوب منه طرح أراضي بالمجان لمن يريد من الاعيان بناء مدرسة أو مستشفي علي نفقته ونكتب اسمه علي المستشفي والمدرسة.
أنا في منتهي الخجل حينما اضرب أمثلة حية حتي الآن لما فعلته أسرتي مثلاً في مركز الشهداء منوفية.. ورغم كل الظروف التي مرت بها الأسرة مازالت المدارس باسم "أبوالفتح" وكذا المستشفي ولذلك قصة.
ہہہ
خلال الحرب العالمية الثانية "1939 - 1945" هاجرت معظم الأسر الأرياف.. وطلب الشيخ أحمد أبوالفتح أول استاذ شريعة في مدرسة الحقوق العليا ثم أصبحت كلية الحقوق.. طلب تحويل الشهداء إلي مركز لبعدها عن مركز الباجور.. في نفس الوقت طلب حسن بك شعير خال السيدة زينب الوكيل زوجة النحاس باشا نفس الطلب لقرية كفر عشما.. فطلب النحاس باشا من وزير الشئون البلدية والقروية "الحكم المحلي الآن" إبراهيم فرج السفر إلي المنطقة ويصدر قراره بناء علي المعاينة الفعلية... جمع إبراهيم فرج الطرفين وكان سؤاله:
- من يتبرع ببناء مدرستين ومستشفي؟؟
رحب أبوالفتح.. فقام حسن بك شعير بمعانقته قائلاً له: مبروك عليك اللقب.
هكذا كان البناء والتبرعات من أعيان المحافظة.. ايضا الجزار بشبين الكوم وأباظة في الشرقية وخشبة ومحمد محمود في أسيوط وغيرهم وغيرهم.. هذا هو عمل المحافظ.. وليس أن يمر في الشارع لينخفض ثمن القوطة أو الفاصوليا جنيه أو اثنين!!
ہہہ
هناك احتكار لصيد الأسماك.. وهناك مشروعات كفيلة بخفض سعر السمك إلي ما كانت عليه منذ ربع قرن.. كسر هذا الاحتكار وتنفيذ المشروعات ستتأثر به أسعار اللحم والخضراوات ايضا.. وهناك مشروع أبيس بالإسكندرية ومشروع البتلو القديم بالجيزة سينخفض ثمن كل شيء وليس اللحم فقط.
هل تعلمون أن أسواق الخضار والفاكهة أغلقت أبوابها طوال أيام العيد خوفاً من انخفاض الأسعار.. أسألوا ربات البيوت.. تحياتي للحكومة.. وتحية خاصة لوزارة اسمها "الحكم المحلي"!!