الوفد
علاء عريبى
بيعة أهل الحل والعقد
هل لا يجوز تولى أحد الأشخاص الحكم سوى بعد موافقة المشتغلين بعلوم الدين؟، هل عدم موافقة مشايخ المؤسسات الدينية الحكومية على من فاز فى انتخابات حرة يستبعده من شغل المنصب؟، هل الشعب غير قادر على إسقاط احد الحكام سوى بعد موافقة مشايخ المؤسسات الدينية الحكومية؟
منذ فترة ليست قصيرة، ربما ثورة يناير، كنت أتابع كالعادة أحد البرامج، استضاف ليلتها أحد المشتغلين بعلوم الدين، ممن يتبعون المؤسسات الدينية الحكومية، وكانت المظاهرات قد أصبحت من سلوكياتنا اليومية، وكان بعضها مناهضًا للحكومة والرئيس، أذكر أن أسئلة المذيع تدور حول شرعية بعض المستجدات على المشهد اليومى، وعلى وجه التحديد ظاهرة التظاهر ضد الحكومة والحاكم، وكانت أغلب البرامج الحوارية والتوك شو تتناول هذه الظاهرة وحكمها الشرعى، وكان أغلب من يستفتونهم فى البرامج يحرمون التظاهر من باب تجنب زرع الفتنة بين المواطنين، والمحافظة على استقرار البلاد.
المذيع انتقل وبشكل مباشر إلى القضية المحورية، وسأل الشيخ عن شرعية المظاهرات التى تهتف ضد الحاكم، ببساطة شديدة رد فضيلة الشيخ قائلا:
ــ «الخروج فى مظاهرات ضد ولى الأمر هو خروج على ثوابت الإسلام».
ــ مرة واحدة؟
ــ نعم
ــ وما سندك فى ذلك؟
ــ قال بالحرف: «الصلاة دليل إيمان ولى الأمر، وبالتالى لا يجوز الخروج عليه بعدما استقرت له البيعة الإسلامية من خلال الانتخابات، وبيعة أهل الحل والعقد من كبار المشايخ، ولا يجب الخروج عليها بأى عدوان ومنها المظاهرات».
فضيلة الأستاذ، كما هو واضح من كلامه، أكد شرعية ولى الأمر بثلاثة عوامل هى:
1 ــ إقامته الصلاة.
2 ــ انتخابه.
3 ــ بيعة أهل الحل والعقد من كبار المشايخ.
الذى يراجع هذه الشروط يكتشف أن شرطين من شروطه فضيلته، لعدم الخروج على الحاكم، قد ضرب بهما الشعب المصرى عرض الحائط، فقد ثار على الرئيس حسنى مبارك وهو يقيم الصلاة وكان منتخبا، كما ثار على الرئيس محمد مرسى وكان مقيما الصلاة وجاء بانتخابات حرة نزيهة.
المضحك فى الشرط الثالث أن فضيلة الأستاذ حرام، قد منح نفسه وأقرانه، فضيلة المشتغلين فى مؤسسات الحكومة الدينية، فضل منح صك تعيين الحاكم، حيث اشترط بيعة أهل الحل والعقد.
ـــ من هم أهل الحل والعقد؟
هم حسب قوله: كبار المشايخ، ويفهم من شرطه هذا أن المرشح لتولى رئاسة الجمهورية لا يسمح له بالحكم سوى بعد موافقة كبار المشايخ أو حسب تسميته: أهل العقد والحل، حتى لو كان مقيما الصلاة وحاصلا على أغلبية فى صناديق الانتخابات، فتعيينه مرهون بموافقة كبار المشايخ.
بالطبع لن نلتفت لرأى فضيلته ولن ننشغل ونشغل مساحتنا بمناقشة رأيه، فقط نسأله: هل تجرؤ أنت وأهل الحل والعقد على عزل أحد الحكام؟، هل تمتلكون الشجاعة لانتقاده؟، ما هى سوابق رفضكم تولى أحد المنتخبين؟، وما هو تاريخ مشايخكم فى عزل أحد الرؤساء؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف