الأهرام
عادل صبرى
كلمات ساخنة .. دلوعة الصعيد بين الحياة والموت !
هى دلوعة الصعيد تختلف عن غيرها فهى جميلة وهادئة وتمتلك كنوزا لا تقدر بثمن، عندما تحل ضيفا عليها تشعر بعبق
التاريخ وتشم رائحة عطر الشرق، حضنها مليء بالدفء والأمان، أهلها من أشد الناس طيبة وشهامة، فجأة تبدل حالها وانصرف الناس عنها وتحولت من الغنى للفقر الشديد وانطفأت أنوارها وتحولت من شابة جميلة لعجوز فقيرة . مدينة الأقصر هى من كانت يوما دلوعة الصعيد فهى تختلف عنهم فى كونها مدينة صغيرة هادئة يخترقها نهر النيل ليفصلها للبرين الشرقى حيث يقع أكبر معبدين فى العالم الكرنك والأقصر والبر الغربى حيث تقع معابد ومقابر فرعونية لا حصر لها . تفردها بهذا الكم الهائل من الآثار جعلها قبلة للسائحين طوال العام ولكن مع تذبذب السياحة فى مصر وانخفاضها نقرأ عن حجم اشغالات مدن مثل الغردقة وشرم الشيخ بنسب متفاوتة ولكن السياحة فى الأقصر تقارب الصفر.

الميزة التى كانت تنفرد بها الأقصر لم تعد كما كانت فالسائح لم يعد يأتى لمشاهدة الآثار فلماذا وهى تأتى لغاية عنده فى بلده فى صور متاحف تسافر دول العالم رغم أننا لم نسمع عن تنظيم الصين أو اليابان لمتاحف تعرض آثارها خارج بلادها .. صحيح أن هذه المتاحف مصدر للعملة الصعبة وتحقق أرباحا ولكنها كانت سببا فى عزوف السائحين عن تحمل مشقة السفر للأقصر ومشاهدة الآثار التى يتم إرسالها «دليفرى» حتى بلده. الأقصر تتحول لمدينة أشباح فمهما عمل من إنجازات تظل السياحة هى الزئبق الأحمر الذى يعيد لها شبابها وحيويتها فمن ينقذها وهى بين الحياة والموت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف