الجمهورية
اكرام منصور
الهدنه السورية.. مابين المفاوضات والمساومات
باتت الهدنة الهشة التي شهدتها سوريا خلال الأيام الماضية علي المحك وسط خلافات بين روسيا والولايات المتحدة وفي وقت صعدت طائرات روسية استهدافها أحياء بحلب المحاصرة والواقعة تحت سيطرة المعارضة والمفروض أننا لانندهش من أختراق أمريكا لاتفاقية الهدنه كسابق عهدها ولم اتوقع ضمان نجاح الاتفاقية الجديدة علي الهدنه في سوريا ¢100%¢ خصوصا بعد مبادرة روسية أميركية سابقة حظيت بموافقة الأمم المتحدة في فبرايرالماضي ولم يطل أمدها وأعقبها ازدياد في العنف حيث أن الأمر يعود إلي الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة بشأن القضية السوريةو هذه الصعوبات تكمن في الحقيقة أنهم لا يستطيعون الفصل بين ما يسمي المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية.. ولقد أنذرت روسيا الولايات المتحدة بأنها ستتحمل مسئولية انهيار وقف إطلاق النار في سورياإذا لم تنفذ التزاماتها في إطار الاتفاق الروسي الامريكي كما طلبت موسكو من واشنطن مشاركة عسكريين امريكيين في مراقبة الهدنة.و العسكريين الأمريكيين لا يجيبون علي رسائل موسكو بخصوص خروق الهدنة.والواضح في سوريا هو تدهور الأوضاع مع ازدياد الخروقات التي تتعرض لها الهدنة. خاصة في محافظتي حلب وحماة.. وموسكو تعطي إنذار للولايات المتحدة إذا لم تتخذ الإجراءات لتنفيذ التزاماتها في إطار الاتفاق الروسي الأمريكي فإنها تتحمل مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار في سوريا.. وموسكو تدعو أمريكا بنشر الوثائق المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا لتفادي ¢أي معني مزدوج¢ بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق.ومن جهه أخري يحاول المركز الروسي للهدنة في سوريا التوصل إلي اتفاق بشأن مرور قافلة مساعدات إنسانية إلي المعضمية في ريف دمشق حيث أن الروس نشروا منذ بدء العمل بنظام وقف إطلاق النار كاميرات علي الأرض في سوريا تبث ما يحصل بطريق الكاستيلو وكل المحاور التي من المفترض أن تدخل منها المعونات الإنسانية الموجودة علي الحدود السورية التركية وفي ذات الوقت الروس يطالبون الطرف الأمريكي بنشر كاميرات مماثلة للبث لتحصل مراقبة مشتركة لفرض الهدنة. واعتقد هنا أن الروس يريدون استدراج الأمريكيين لأن يبثوا بشكل واضح ما يقع علي الأرض للتأكد ممن يقوم بخرق الهدنة ويوجهون أصابع الاتهام لواشنطن بكونها تتغاضي عن خروق المعارضةومن الواضح وجود بعض البنود بالاتفاق الاخير مازالت في إطار السرية.. والهدنة في سوريا كانت هدف مشترك لموسكو وواشنطن ومن ضمن تفاصيل الاتفاق الذي تنص بعض بنوده علي وقف لاطلاق النار وايصال المساعدات وشن ضربات مشتركة ضد المقاتلين الإسلاميين في سوريا ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وتعزيز العمل ضد جميع القوي الجهادية خصوصا جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" التي أعلنت مؤخرا فك ارتباطها بتنظيم القاعدة. وكما تم الاتفاق علي إنشاء ¢مركز مشترك¢ روسي أمريكي لتنسيق الضربات ¢سيعمل فيه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأمريكية لتمييز الإرهابيين من المعارضة المعتدلة¢.وكما تم الاتفاق علي الضربات المشتركة ضد الإرهابيين من قبل القوات الجوية الروسية والأمريكية وقد اتفقنا علي المناطق التي سيتم فيها تنسيق تلك الضربات¢. وسيبدأ التعاون العسكري بين البلدين. في حال صمدت الهدنة من خلال تبادل المعلومات لتوجيه ضربات جوية. وهو ما كانت ترفضه واشنطن حتي الآن. وطالما دعت موسكو منذ فترة طويلة إلي تعاون مماثل رغم أن الولايات المتحدة وروسيا تدعمان طرفين متضادين في النزاع الذي أودي بحياة أكثر من مائتان وتسعون ألف شخص منذ عام 2011وحتي الآن . وكانت جميع بنود الاتفاقية سوف تؤدي لخلق الجو المناسب للجلوس علي طاولة المفاوضات للسماح للحد من العنف وفتح الطريق أمام سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سوريا¢. وأعتقد أن واشنطن تتفهم أن روسيا هي الدولة الوحيد ة التي لديها القدرة للضغط علي نظام الأسد لإنهاء النزاع والذهاب إلي طاولة المفاوضات وما زالت خمس وثائق في الاتفاق الروسي الأمريكي بخصوص سوريا سرية ترفض أمريكا طلب حلفائها الاطلاع علي التفاصيل. مبررة هذا التكتم بوجود بنود حساسة.ويبقي السؤال هل الحلفاء يمكن أن يبقوا حلفاء حول أمر يجهلونه؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف