الجمهورية
احمد الشامى
الحرب العالمية علي الإرهاب
يوما بعد يوم يتأكد بأن مصر هي خط الدفاع الأول ضد العدو الخفي الجديد الذي يهدد البشرية وهي التي تقود العالم في الحرب العالمية علي الإرهاب بعد ان اختل توازن القوي الدولية عقب تفكك الاتحاد السوفيتي ودخول الانسانية في معركة طويلة ضد التنظيمات المتطرفة التي تسعي لإبادة الحضارة علي الأرض. كانت القاهرة مؤهلة للسقوط في آتونها في الثمانينيات عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات لتبدأ مرحلة من المواجهة مع شيطان لا يرحم ومع مرور الوقت أصبح العالم كله طرفا في المعادلة ليقف علي خط النار عقب هجمات 11 سبتمبر 2011 وقيادة أمريكا حملة عسكرية زعمت انها تهدف إلي القضاء علي التطرف لكنها عوضا عن ذلك دمرت العراق وضربت افغانستان وعددا من الدول لكن كل ذلك لم يكن كافيا لدحر عدو أعلن عن نفسه كاشفا انه يستخدم الدين الإسلامي ستارا لجرائمه ويتخذ من أساليب حروب الجيل الخامس وسيلة لاستنزاف موارد الدولة لاسقاطها. من هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الولايات المتحدة والمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة إذ انه رئيس أكبر دولة في الشرق الأوسط تقف صامدة في وجه كافة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها جماعة الاخوان التي تسعي بمساعدة دول أجنبية إلي تقسيم الدول العربية من أجل تحقيق مصالح غربية وحال دون سقوط مصر في دوامة العنف التي أوشكت ان تتسبب رسميا في تلاشي عدة دول في المنطقة من علي الخريطة فضلا عن انه يمتلك الخبرة الأكبر بين زعماء العالم لوضع خريطة طريق للقضاء علي العنف وهو ما دفع حملتي المرشحين الأمريكيين دونالد ترامب وهيلاري كيلنتون إلي طلب لقاء الرئيس السيسي. كل ذلك يحدث في الوقت في الذي فشلت فيه "الجماعة" في إنشاء تحالف جديد مع عصام حجي تحت اسم "وطن للجميع" نتيجة رفضها مبدأ اقامة دولة مدنية في مصر وتمسكها بمفهوم الدولة الدينية.
وكشفت ورشة عمل عقدت أخيرا في واشنطن وحضرها عصام حجي عبر برنامج "سكايب" وقيادات اخوانية علي رأسها عبدالموجود الدرديري وسوسن غريب منسق حركة شباب 6 أبريل من أمريكا والدكتور سيف عبدالفتاح استاذ العلوم السياسية ومنذر عليوة القيادي بحزب غد الثورة. ان جماعة الاخوان التي ظلت تعيش بسياسة الأفعي الناعمة في مجتمعنا منذ عام 1928 عندما أسسها حسن البنا. مازالت تقاتل من أجل البقاء عبر اتجارها في الدين وربطه بالعمل العام ولذا فإن قبولها ب "فصل الدين عن الدولة" يعني نهايتها عمليا ولذا فغباء الإخوان الفطري سيجعل قيادتها ترفض هذا الطلب لأنها ببساطة في حال الموافقة ستتحول إلي حزب سياسي يعمل في اطار القوانين والدستور منزوعة السموم وهو الطرح الذي انتقدته الجماعة لأنه يتنافي مع مبادئها التي تتخذ من الإسلام غطاء لاطماعها واستخدامه في محاولة الوصول إلي السلطة بأي ثمن.
واقول لكم ان علي "حجي" الذي استأسد علي الجميع واعلن انه سيطلق مبادرة جديدة للم شمل القوي السياسية في مصر. عليه ان يفهم الدرس ويستوعب كيف يفكر الإخوان وان هذا التنظيم ولد ليعيش علي الخراب والدمار ويسطر تاريخه بإراقة دماء الأبرياء وان بضاعته الفاسدة التي يجذب بها انصاره لم يعد لها زبائن
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف